للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلفظُ البيهقيِّ: "أنْفِقْ بلال"، ولفظ الآخر: "يا بلال".

ولم يُخْتَلَفْ على هشامِ بن حَسَّانَ في وَصْلِهِ؛ فأخرجه أبو يَعلى (١)، والطبرانيُّ (٢) مِنْ حديثِ حَرْبِ بن مَيمونَ (٣)، حدثنا هشام. فلفظُ أبي يَعلى: "أنْفِقْ يا بلال، ولا تَخافَنَّ مِنْ ذِي العَرْشِ إقلالًا"، ولفظُ الطبرانيِّ: "ولا تَخْشَ".

وما يُحكى على لسانِ كثيرينَ في لفظِ هذا الحديثِ وأنه: "بِلَالًا"، ويَتَكَلَّفُونَ في توجيهِهِ بكونِهِ نهْيًا عن المَنْعِ، وبغَيرِ ذلك فشَيءٌ لم أقِفْ له على أصلٍ.

٢٠٤ - حديث: "أنفِقْ ما في الجَيْبِ يأتِكَ ما في الغَيْبِ".

هو معنى: "أَنْفِقْ أُنْفِق عليك" (٤)، وقولُه تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (٥) [سبأ: ٣٩].

٢٠٥ - حديث: "أنْفَقَ ما مَعَه حتَّى تَخلَّل (٦) بالعباءَة".

يعنون أبا بكر .


= ليس به بأس، وقال أبو حاتم: لا يسكن القلب عليه، مضطرب، وقال أبو زرعة: قد كتبتُ عنه، وهو ذاهب، روى أحاديث مناكير، ولا أحدِّثُ عنه، حدَّث عن ابن عون بما ليس من حديثه. "الجرح والتعديل" (٢/ ٤٠٩ رقم ١٦١٢).
فروايته هذه تُعدُّ غير محفوظة، ويكون المَحفوظُ عن ابنِ سيرين: مرسلًا، والله أعلم.
(١) "مسند أبي يعلى" (١٠/ ٤٢٩ رقم ٦٠٤٠) مِنْ طريقِ حربِ بن ميمونَ به.
(٢) "المعجم الكبير" (١/ ٣٤٢ رقم ١٠٢٥) من طريق حرب بن ميمونَ به.
(٣) حرب بن ميمون الأصغر أبو عبد الرحمن صاحب الأغمية -بفتح الهمزة وسكون المعجمة وهي السقوف، كما في "التقريب"- قال ابن معين: صالح، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو زرعة: ليِّن. "الجرح والتعديل" (٣/ ٢٥١ رقم ١١١٦)، وقال ابنُ حجرٍ: متروكُ الحديثِ مع عبادَتِهِ، مِنَ الثامنة ووَهِمَ مَنْ خَلَطَه بالأول. "التقريب" (١١٦٩). فهذه الطريقُ شديدةُ الضَّعْفِ بسبَبِهِ.
والخلاصةُ: فأمثلُ طرقِ الحديثِ: حديثُ ابنِ مسعودٍ، وحديثُ بلالٍ، ومُرسَلُ محمدِ بن سِيرينَ، وبمَجمُوعِهَا يكون الحديثُ حَسَنًا لغيرِهِ، والله أعلم.
(٤) تقدم برقم (٢٠٢).
(٥) تتمة الآية زيادة من "ز".
(٦) سيأتي شرحها في كلام المصنفِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>