للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣١٣ - حديث: "بَيتُ المقدِسِ طَسْتٌ مِن ذَهَبٍ مَملُوءٌ عَقارِبَ".

هوَ في "فضائِلِ بيتِ المقدسِ" (١)، مِن حديثِ إسماعيلَ بنِ عياشٍ عن صفوانَ بنِ (عمرو) (٢) قال: "مَكتوبٌ في التوراةِ … "، فذَكَرَه بلَفظِ: "كأسٌ" (٣).


= منكرٌ، وكيف يسوغُ أن يُبعَثَ بِزيتٍ لِيُسرِجَه النصارى على التماثيل والصُّلبانِ! وأيضًا فالزيتُ مَنبعُه من الأرضِ المقدسة، فكيفَ يأمُرُهم أن يبعثوا به من الحجازِ مَحَلِّ عَدَمِه إلى مَعدنه! ثم إنه لم يأمُرهم بوَقِيدٍ ولا بقناديلَ في مَسجِدِه، ولا فَعَلَه".
ولعلَّ هذا هو السببُ وراءَ قول الحافظ في الحديث: "فيه نظر". "الإصابة" (٨/ ١٣٠).
وقد أجاب المصنف في "البلدانيات" (٦٨) عن بعض ذلك بما لا يُسَلَّم. والله أعلم بالصواب.
* وفي معنى حديث الترجمة ما أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (٢/ ٦٧) رقم (٦٠٨)، والطبراني في "الشاميين" (٤/ ٥٤) رقم (٢٧١٤)، والبيهقي في "الشعب" (٦/ ٤٢) رقم (٣٨٤٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٧٤، ١٧٥) و (٥/ ٣٧٩)؛ كلهم من طريق هشام بن عمار: حدثنا الوليدُ بنُ مسلمٍ: حدثنا سعيدُ بن بشيرٍ عن قتادةَ عن عبدِ الله بنِ الصامتِ عن أبي ذَرٍّ قال: سألتُ رسولَ الله فقلتُ: الصلاةُ في مسجدِكَ أفضلُ أم الصلاةُ في بيتِ المقدِسِ؟، فقال: "الصلاةُ في مسجدي مثلُ أربعِ صلواتٍ في مسجدِ بيتِ المقدسِ، ولَنِعْمَ المصَلَّى هُوَ، أرضُ المحشَرِ وأرضُ المنشَرِ … ".
وإسناده ضعيفٌ جدًّا:
سعيد بن بشير ضعيف، وفي روايته عن قتادة خاصّةً غرائب ومنكرات.
وقد خولف في سياق الحديث سندًا ومتنًا. والله أعلم.
(١) "فضائل بيت المقدس" لأبي بكر الواسطي (٥٩) رقم (٩٣)، من طريق كثير بن الوليد عن إسماعيل ابن عياش به.
وفي إسناده كثير بن الوليد: يكنى أبا عميرة، كما في "تهذيب الكمال" (٣/ ١٦٧)، ولم أقف له على ترجمة.
(٢) في النسخ الأربع: (عميرة)، وهو خطأ، والتصويب من المصدر.
وهو: صفوانُ بنُ عمروِ بنِ هَرِمٍ السَّكْسَكِيُّ، أبو عمروٍ الحِمصيُّ، ثقةٌ، من الخامسة، مات سنةَ خمسٍ وخمسينٍ أو بعدها. بخ م ٤. "التقريب" (٢٧٧).
(٣) وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٦/ ١٠٧) عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني (بالمهملة، وفي "المطبوع" بالمعجمة، وهو خطأ) قال: "مَثَلُ بيتِ المقدسِ في الكتبِ مَثَلُ كأسٍ من ذهبٍ مملوءٍ عقاربَ".

<<  <  ج: ص:  >  >>