للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومَخرَجُ هذا الكلامِ -كما قالَه العسكريُّ- على المجازِ والتوَسُّعِ؛ كأنَّ اللهَ لما كانَ المتضمِّنَ بأرزاقِ العبادِ والكافلَ بهم؛ كان الخلقُ كالعيالِ له، ونحوُه حديثُ: "إنَّ للهِ أهلينَ من الناسِ؛ أهل القرآنِ، وهم أهلُ اللهِ" (١)؛ أي: خاصَّتُهُ.

وقد قال أبو العتاهِيَةِ (٢):

عِيالُ اللهِ أكرَمُهمْ عليهِ … أَبَثُّهُمُ المكارِمَ في عِيالِهْ

ولم تَرَ مُثنِيًا في ذي فِعالٍ … عليهِ قَطُّ أفصَحَ من فِعالهْ

وقال غيرُه (٣):

الخلقُ كلُّهمُ عِيا … لُ اللهِ تحتَ ظِلالهِ

فأحبُّهُمْ طُرًّا إليـ … هِ أبَرُّهمْ بعيالِهِ

٤٥٣ - حديث: "خَلِّلُوا أصابِعَكُم، لا تَتَخَلَّلها النارُ يومَ القيامةِ".

الدارقطنيُّ (٤) بسندٍ واهي (٥) عن أبي هريرةَ به مرفوعًا، وبسندٍ


(١) تقدم تخريجه برقم (٢٥٢).
(٢) "ديوانه" (٣٦٦ - ٣٦٧).
وعزا له البيت الأول منهما فقط: ابنُ عبد البر في "بهجة المجالس" (١/ ١٦٥)، وابنُ العديم في "بغية الطلب" (٤/ ١٨٠٠).
(٣) البيتان لأبي العتاهية أيضًا كما في "ديوانه" (٣٧١).
(٤) "سنن الدارقطني" (الطهارة، باب وجوب غسل القدمين والعقبين) (١/ ٩٥) رقم (٣)؛ من طريق يحيى بنِ ميمونِ بنِ عطاء عن ليثٍ عن مجاهدٍ عن أبي هريرةَ به.
وسنده -كما قال المصنف- واهٍ:
فيه يحيى بن ميمون بن عطاء التمار، وهو متروك وكذبه بعضهم. تقدمت ترجمته.
وقال الحافظ: "إسناده واهٍ جدًّا". "الدراية" (١/ ٢٤).
وانظر: "نصب الراية" (١/ ٢٦).
(٥) كذا في النسخ الأربع، بإثبات الياء، والأصل حذفها (واهٍ)؛ لأنه اسم منقوص منكَّر مجرور، وفي مثل هذه الحال تحذَف الياء، ويعوَّض عنها بالتنوين، وتقدَّر الكسرة على الياء المحذوفة، هذه هي اللغة المشهورة.
وفي لغة: يجوز الوقف على المنقوص المنوَّن بالياء، لكنْ لا تثبت في حال الوصل، وعليها يخرَّج ما ورد في متن الكتاب.
أما ثبوتها في حال الوصل فلم يرد إلا في ضرورة الشعر، ولا يجوز في حال السعة =

<<  <  ج: ص:  >  >>