للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[حرف السين المهملة]

٥٥٨ - حديث: "سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا".

أحمد عن أبي هريرة به مرفوعًا (١)، وهو عند الطبراني بلفظ: "اغزوا


(١) أخرجه أحمد (١٤/ ٥٠٧)، رقم (٨٩٤٥) -ومن طريقه أبو الفرج المقرئ في "الأربعين الجهادية" (٢٦) - عن قتيبة عن ابن لهيعة عن درَّاج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة مرفوعًا: "سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا". وهكذا ذكره ابن حجر في "إطراف المسند المعتلي" (٨/ ٢١٢)، رقم (١٠٩٠٩)، والزركشي في "التذكرة" (٥٨) وغيرهم، إلا أن الديلمي (٢/ ١٦١/ ب)، وابن كثير في "التفسير" (٦/ ٢٩٣؛ الروم: ٥٦) نقلاه عن "المسند" بلفظ المؤلف، وهذا يشعر باختلاف نسخ المسند في لفظه. والله أعلم.
وهذا الإسناد فيه ابن لهيعة، وهو سيء الحفظ مخلط، ورواية قتيبة عنه وإن كان ملحقًا برواية ابن وهب عنه في الصحة؛ لأنه كان يكتب الحديث من كتاب ابن وهب أولًا ثم يسمعه عن ابن لهيعة، فلذا صح حديثه عنه في الجملة، كما في حوار بين قتيبة والإمام أحمد أورده الذهبي في "السير" (٨/ ١٥) - وعليه صحح حديثه هذا الألباني في "الصحيحة" (٣٣٥٢).
والتصحيح المطلق للحديث يؤخذ عليه أن في الإسناد عنعنة ابن لهيعة، وهو وإن كان من رواية قتيبة عنه، فإنه كان كثير الأوهام في حديثه القديم أيضًا، وكان يدلس عن الضعفاء والمتروكين بما لا أصل له، فيرويها عن ثقات لقيهم وسمع منهم، وأما بعد احتراق كتبه فكان يحدث بكل ما يؤتى إليه، ويُخلِّط دون أن يعرف، فتُرِك حديثه المتأخر، ويعتبر بحديثه القديم من سماع العبادلة ومن في حكمهم عنه، مع تجنب تدليسه ومناكيره، كما حققه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٧٦)، (٢/ ١١ - ١٢)، وعليه ذكره ابن حجر في "الطبقة الخامسة" من المدلسين (١٤٠)، وبذا يتبين ضعف هذا الإسناد.
وأعله بعضهم بدراج أبي السمح أيضًا، وأنه ضعيف صاحب مناكير، وربما يؤخذ عليه أن المناكير في حديثه إنما هي من روايته عن أبي الهيثم العتواري، كما قاله أبو داود وابن عدي وغيرهما ["تهذيب الكمال" (٨/ ٤٧٧ - ٤٨٠)، رقم (١٧٩٧)]، وعليه قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>