للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكان لهذه البيئة أثرٌ على عقيدة السخاويِّ ظهرت معالِمُ هذا الأثر في جوانب من اعتقادِه، نُشير -فيما يأتي- إلى شيءٍ منها بإيجازٍ:

[ففي الأسماء والصفات]

نشأ السخاوي وتربَّى على عقيدةِ الأشاعرةِ: فكان يعتقدُ أنَّ ظواهرَ نصوصِ الصفاتِ الخبرية تقتضي التشبيهَ والتجسيمَ وإثباتَ الجوارحِ والأعضاءِ -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-، ويرى أنه لا بدَّ من تأويلِها وصرفِها عن ظواهرِها، وأنَّ الواجبَ تجاه أحاديثِ الصفاتِ أنْ لا تُروى إلا لأهلها خوفَ الافتتان والضلال (١).

وذكر في ترجمة أحمد بن ناصر الباعوني الشافعي عدة أبيات من قصيدةٍ له في الاعتقاد -ولم يتعقَّبه-، ومَفَاد هذه الأبيات: إثبات الصفات السبع -وهي صفات المعاني- التي يُثبتها الأشاعرة -ولا يُثبتون غيرها-، وذكر في هذه الأبيات أنَّ كلام الله قديمٌ قائمٌ بذاته (٢).

كما أنَّه على عقيدتِهم في مسألةِ رؤيةِ اللهِ ﷿ يومَ القيامةِ، فيقول بأنَّ اللهَ تعالى يُرى لا في جِهَةٍ (٣).

وقد أوَّل صفة الرحمة لله تعالى، بإرادة الخير بعبيده (٤).

ويقول بنفي الجهة عن الله تعالى (٥)، وهي من الألفاظ المجملة التي لم يتعرَّض لها السلف الصالح إثباتًا أو نفيًا، وقد جَرَت عادةُ من ينفي الجهة عن الله أن ينفيها فِرَارًا من إثبات العلو لله تعالى.


(١) انظر: "فتح المغيث" (٣/ ٢٧١).
(٢) "الضوء اللامع" (٢/ ٢٣٢).
(٣) انظر: "الغاية في شرح الهداية" (٢/ ٥٥٩).
(٤) انظر: "فتح المغيث" (١/ ١٣).
(٥) انظر: "فتح المغيث" (٣/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>