(٢) وأخرجه ابن معين في "التاريخ - رواية الدوري" (٣/ ٥٢) رقم (٢١٠)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٠/ ٥١٣) رقم (٦١٣٢)، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٤٤) رقم (١٧٩٧١)، والبيهقي في "الكبرى" (السير، باب مبتدأ الخلق) (٩/ ٣)، وفي "الأسماء والصفات" (٢/ ٢٥٠) رقم (٨١٢)؛ كلهم من طريق إسماعيل بن أميَّة عن أيوب بن خالدٍ به. وعلَّقَه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (١/ ٤١٣) عن إسماعيل بن أمية، ثم قال: "وقال بعضهم: عن أبي هريرة عن كعبٍ (يعني: كعب الأحبار)، وهو أصحُّ". وأعلَّه ابنُ المدينيِّ، فقال: "وما أرى إسماعيلَ بنَ أميَّةَ أخذَ هذا إلا من إبراهيمَ بنِ أبي يحيى". "الأسماء والصفات" (٢/ ٢٥٦). وقال البيهقي: "وزعم بعضُ أهلِ العلم بالحديثِ أنه غيرُ محفوظٍ؛ لمخالفتِه ما عليه أهلُ التفسيرِ وأهل التواريخِ". "الأسماءَ والصفات" (٢/ ٢٥١). وأوضح ذلك ابن كثير فقال: "في متنه غرابةٌ شديدةٌ: فمن ذلك أنه ليس فيه ذكرُ خلقِ السماواتِ، وفيه ذكرُ خلقِ الأرضِ وما فيها في سبعة أِيامٍ، وهذا خلافُ القرآنِ؛ لأن الأرضَ خُلِقت في أربعةِ أيامٍ ثم خلقت السماواتُ في يومينِ من دخانٍ". "البداية والنهاية" (١/ ١٨). وقال ابن تيمية: "وكذلك روى مسلمٌ: "خلقَ الله التربةَ يومَ السبتِ"، ونازعه فيه من هو أعلمُ منه، كيحيى بنِ معينٍ والبخاريِّ وغيرِهما، فبيَّنوا أن هذا غلطٌ، ليس هذا من كلامٍ النبيِّ ﷺ، والحجَّةُ مع هؤلاءِ؛ فإنه قد ثبتَ بالكتاب والسُّنَّةِ والإجماع أنَّ الله تعالى خلق السماواتِ والأرضَ في ستةِ أيامٍ، وأنَّ آخِرَ ما خلقَهُ هَو آدمُ، وكان خلقُه يومَ الجمعةِ، وهذا الحديثُ المختلفُ فيه يقتضي أنه خلقَ ذلك في الأيامِ السبعةِ". "مجموع الفتاوى" (١/ ٢٥٦). وردَّ ذلك كلَّه المعلميُّ ﵀، وبين أن إعلاله ليس بوجيهٍ وأنه ليس مخالفًا للكتاب ولا للسنة. انظر: "الأنوار الكاشفة" (١٨٨ - ١٩١). وأنا إلى ما ذكره المعلمي أميل، لا سيما وأن الحديث في صحيح مسلم. والله أعلم بالصواب. وانظر أيضًا: تعليق الألباني على الحديث في "مشكاة المصابيح" رقم (٧٥٣٤). (٣) البخاري (أحاديث الأنبياء، باب خلق آدم وذريته) رقم (٣٣٣١)، ومسلم (الرضاع، باب الوصية بالنساء) رقم (١٤٦٨). (٤) ابن عمار -ويقال: بن تمَّام- الأشجعيُّ الكوفيُّ، ثقة، من السادسة. خ م س فق. =