للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمعنَى: "أنَّ مِنَ الشِّعرِ ما يَحُثُّ عَلى الحَسَنِ ويَمنَعُ مِنَ القَبِيحِ (١)؛ لأنَّ أَصلَ الحُكْمِ في اللُّغَةِ المنْعُ (٢)، ومِنهُ حَكَمَةُ الدَّابَّةِ (٣)؛ لأنَّها تَمنَعُها أَنَ تَتَصرَّفَ كَيفَ شَاءَت"، قَالَهُ العَسكَرِيُّ، قالَ: "وفي بَعضِ كُتُبِ المُتَقَدِّمِينَ: أَحْكِمُوا سُفَهَاءَكُم (٤)؛ أَي: امنَعُوهُم عَنِ القَبِيحِ".

٢٥٩ - حديث: "إنَّ مِن الناسِ مَفاتِيحَ للخَيرِ مَغاليقَ للشَّرِّ، وإنَّ مِن الناسِ مَفاتيحَ للشَّرِّ مَغاليقَ للخَيرِ، فَطُوبَى لِمَن جَعلَ الله مَفاتيحَ الخيرِ على يَدَيهِ، وَوَيلٌ لِمَن جَعلَ الله مَفاتيحَ الشَّرِّ على يَدَيهِ".

ابنُ ماجَه في "السُّنةِ" من "سُننِه" والطيَالِسيُّ في "مسندِه" (٥)؛ كلاهُما من حديثِ محمَّدِ بنِ أبي حُمَيدٍ (٦) عن حفصِ بنِ عبيدِ الله (٧) بنِ أنسٍ (٨) عن جدِّه أنسِ بنِ مالكٍ رَفعَهُ به (٩).


(١) وفي "النهاية" (١/ ٤١٩): "إنَّ من الشعرِ لحُكمًا: أي؛ إنَّ من الشعرِ كلامًا نافعًا يمنع من الجهلِ والسَّفَهِ وينهى عنهما. قيل: أراد بها المواعظَ والأمثالَ التي ينتفعُ بها الناسُ".
(٢) انظر: "تهذيب اللغة" (٤/ ١١٢)، و"مقاييس اللغة" (٢/ ٩١).
(٣) وهي التي تضمُّ خَطْمَها من حديدٍ أو قدٍّ. "الاشتقاق" (٧٦).
وانظر: "العين" (٣/ ٦٧)، و"المحكم" (٣/ ٥١).
(٤) هي قطعةٌ من بيتٍ مشهورٍ لجرير بنِ عطيَّةَ (ديوانه/٤٧)، وعزاه له الأزهريُّ في "تهذيب اللغة" (٤/ ١١٢)، والجرهويُّ في "الصِّحاحِ" (٥/ ١٩٠٢) وغيرُهما.
(٥) "السنن" (السُّنَة، باب من كان مفتاحًا للخير) رقم (٢٣٧)، و"مسند الطيالسي" (٣/ ٥٥٦) رقم (٢١٩٥).
(٦) ستأتي ترجمته قريبًا في تخريج الحديث.
(٧) في "ز": (عبد الله)، وهو خطأ.
(٨) ابن مالك، ويقال فيه: عبيدُ الله بنُ حفصٍ، ولا يصِحُّ، وهو صَدوقٌ، من الثالثة. خ م ت س ق. التقريب (١٧٢).
(٩) وأخرجه من هذا الوجه: الحسين المروزيُّ في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (٣٤٤) رقم (٩٦٨)، وابنُ أبي عاصم في "السُّنَّة" (١/ ٢١٣) رقم (٣٠٦)، وابنُ الأعرابيِّ في "معجمه" (١/ ٢٥٦) رقم (١٨٢)، وابن عدي في "الكامل" (٦/ ١٩٦)، والبيهقي في "الشعب" (٢/ ١٨٧) رقم (٦٨٧)؛ كلهم من طرق عن ابن أبي حميدٍ به.

<<  <  ج: ص:  >  >>