للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث السادس: منزِلَةُ الكتابِ العِلميَّةُ، وعنايةُ العلماءِ به

تبوَّأ كتابُ "المقاصد الحسنة" مكانةً رفيعة عند أهل العلم؛ فهو أجمعُ مصنَّفٍ في الأحاديثِ المشتهرةِ، وعليه عوَّلَ كلُّ من جاء بعدَهُ.

وقد فاقَ جميعَ المصنفاتِ في الأحاديثِ المشتهرةِ بالأسلوبِ المتينِ في تخريجِ الأحاديثِ وسياقِ الأسانيدِ وبيانِ العللِ، والعنايةِ باختلافِ الألفاظِ، حتى كأنه كتابٌ من كتبِ التخريجِ، كـ "البدرِ المنيرِ" و"التلخيصِ الحبيرِ" وغيرها، بالإضافة إلى ما تنوع مادته العلمية؛ حديثيَّةً وغير حديثية، فحُقَّ له أن يكون أشهرَ هذه المصنفاتِ على الإطلاقِ، وأجلَّها بالاتفاق.

ولا يبعدُ أنْ يُقال: لو لم يُصنِّفِ الحافظُ السخاويُّ غيرَ كتابِ "المقاصد" لكفى به قاضيًا بإمامته وسَعَةِ اطلاعه.

وهنا نسوق طرفًا من ثناء أهل العلم عليه، وإشادتهم به:

قال تلميذه ابن الدَّيبَع: " .. فإني وقفتُ على كتاب "المقاصد الحسنة" .. كتابًا حسنًا اشتمل على جُملٍ من النفائس والمهمات، والعوائد والتتمات" (١).

وقال عبد القادر العيدروس في ترجمته: "وهو كتابٌ جليلٌ لم يسبَق إلى مثلِهِ، مفيدٌ في بابِه جدًّا" (٢).

وقال العجلوني: "وإنَّ مِن أعظمِ ما صُنِّفَ في هذا الغَرضِ، وأجمعِ ما مُيِّزَ فيه السالمُ من العلةِ والمرضِ: الكتابَ المسمى بـ "المقاصدِ الحسنةِ في بيانِ كثيرٍ من الأحاديثِ المشتهرةِ على الألسنةِ"" (٣).


(١) "التمييز" (ص ٢ - ٣).
(٢) "النور السافر" (ص ٤٣).
(٣) "كشف الخفا" (١/ ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>