للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٥ - حديث: "شيبتني هود وأخواتها".

ابن مردويه في "تفسيره" من رواية محمد بن سيرين، عن عمران بن حصين، قال: قيل: يا رسول الله! أسرَع إليك الشيب!! قال: "شيبتني هود والواقعة وأخواتهما" (١).

وفي الترمذي و"الحلية" لأبي نعيم من حديث شيبان عن أبي إسحاق السبيعى عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله! قد شبت! قال: "شيبتني "هود" و"الواقعة" و"المرسلات" و ﴿عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ﴾ و ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ " (٢).


(١) رواه ابن مردويه -كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (٢/ ١٥٠)، رقم (٦١٦) - والدارقطني -كما في "السير" للذهبي (١٣/ ٣٩١ - ٣٩٢) - والخطيب في "تاريخ بغداد" (٣/ ١٤٥) و"تلخيص المتشابه" (ص ٥٥٤)، رقم (١١٠١)، وابن عساكر (٤/ ١٧٥) من ثلاث طرق عن محمد بن غالب بن حرب التمتام عن محمد بن جعفر الوركاني عن حماد بن يحيى الأبح عن ابن عون عن ابن سيرين عن عمران بن حصين عن النبي .
وهذا الحديث غلط التمتام في إسناده، ودخل عليه إسناد في آخر، وإنما يرويه حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس أن النبي … الحديث.
وهو في "سؤالات السهمي" (٩) -ومن طريقه عند الخطيب (٣/ ١٤٤ - ١٤٥) - عن الدارقطني عن التمتام معلقًا.
قال الدارقطني: تمتام ثقة مأمون، إلا أنه كان يخطئ، منها أنه حدث عن الوركاني بهذا الحديث، فأنكره عليه موسى بن هارون وغيره، فجاء بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأوقفه عليه مثله. فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للإنسان في الحداثة، فلو تركته لم يضرك! فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي.
قال الدارقطني: "والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين أن النبي قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس أن النبي قال: "شيبتني هود .. ". فيُشْبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنَبَّه عليهَ، وأما لزوم تمتام كتابه وتثبُّتُه فلا يُنْكَر، ولا ينكر طلبُه وحرصُه على الكتابة.
قال: ولما رأى الحافظ موسى بن هارون الحمال إصرار التمتام على خطئه نادى: "إنه حديث موضوعٌ". قال الذهبي: "يريد موضوع السند لا المتن". "السير" (١٣/ ٣٩١).
(٢) رواه الترمذي (٣٩٢٧)، وفي "العلل الكبير" (٦٦٤) و"الشمائل" (٤١) -ومن طريقه =

<<  <  ج: ص:  >  >>