للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكن معناه صحيح (١)؛ فإن الله لم يحرم على المؤمن ما يضطر إليه من غير معصية.

٩٠٨ - حديث: "لو كان الأرز رجلًا لكان حليمًا".

قال شيخنا (٢): "هو موضوع، وإن كان يجري على الألسنة مرفوعًا، وممن صرح بكونه باطلًا موضوعًا أبو عبد الله ابن القيم في الهدي النبوي (٣)، ولم أره في الطب النبوي لأبي نعيم مع كثرة ما فيه من الأحاديث الواهية".

قلت: ومن الباطل في الأزر ما عند الديلمي (٤) من رواية الحارث الأعور (٥) عن علي رفعه: "الأرز في الطعام كالسيد في القوم، والكُرّاث في


= وقال الزركشي: لا أصل له.
وقد سئل الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث فنقل عن ابن تيمية تكذيبه لهذا الحديث وأقره.
"أجوبة الحافظ" (ص ٦٢) (المجموعة الخامسة عشر تحقيق القشقري، تحت الطبع).
(١) قال الحافظ في "أجوبته" (ص ٦٣): وعلى تقدير أن يكون له أصل، فمعناه: إن المؤمن إذا لم يجد ما يسد رمقه إلا الشيء الحرام كالميتة، جاز له تناول ما يسد رمقه.
وبمعناه عن شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (١٨/ ٣٧٦).
وأورده المؤلف عند حرف الضاد عند حديث الضرورات تبيح المحظورات وقال: كلام صحيح ونحوه: لو كانت الدنيا دمًا عبيطًا لكان يكفي المؤمن منها قوته، وقد اعتمده الفقهاء في إساغة اللقمة لمن خشي التلف بجرعة من خمر من غير أن يزيد على الحاجة.
وأورده الغزالي في "الإحياء" (٣/ ٨٧) وعزاه لسهل من قوله وهو ابن عبد الله التستري.
(٢) ابن حجر في أجوبته على أسئلة بعض تلامذته (ص ٤٧).
(٣) "زاد المعاد" (٤/ ٢٦٢) وأورده في "المنار المنيف" (ص ٤٦) وحكم بوضعه وذكر أن من القرائن والأدلة التي يحكم بها على بطلان الحديث سماجته وكونه مما يسخر منه ثم مثل بهذا الحديث وزاد "ما أكله جائع إلا أشبعه" ثم قال: فهذا من السمج البارد الذي يصان عنه العقلاء فضلًا عن سيد الأنبياء.
(٤) وهو في "الفردوس بمأثور الخطاب" (١/ ١٢٧)، (ح ٤٤٠).
(٥) تقدمت ترجمته عند حديث رقم (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>