للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما الذي على الألسنة بلفظ: "كنت نبيًّا وآدم بين الماء والطين". فلم نقف عليه بهذا اللفظ (١)، فضلًا عن زيادة: "وكنت نبيًّا ولا آدم ولا ماء ولا طين" (٢).

وقد قال شيخنا في بعض "الأجوبة" (٣) عن الزيادة إنها: "ضعيفة، والذي قبلها قويّ".

٨٤٧ - حديث: "كنت كنزًا لا أُعْرَف فأحببت أن أُعْرف؛ فخلقت خلقًا فَعرّفتهم بي فَعَرَفوني".

قال ابن تيمية: "إنه ليس من كلام النبي ، ولا يُعرف له سند صحيح


(١) حكم عليهما ابن تيمية بالوضع كما في الرد على البكري (١/ ٦٥)، وكلامه: " … وأما ما يرويه كثير من الجهال والاتحادية وغيرهم من أنه قال: "كنت نبيًّا وآدم بين الماء والطين وآدم لا ماء ولا طين" فهذا مما لا أصل له لا من نقل ولا من عقل؛ فإن أحدًا من المحدثين لم يذكره، ومعناه باطل؛ فإن آدم لم يكن بين الماء والطين قط؛ فإن الطين ماء وتراب، وإنما كان بين الروح والجسد، ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي كان حينئذ موجودًا، وأن ذاته خلقت قبل الذوات ويستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراة … ".
وقال في "مجموع الفتاوى" (٢/ ١٤٧): وَأَما ما يرويه هؤلاء الجُهّال: كابن عربيّ في الفصوص وغيره من جُهّال العامّة: "كنت نبيًّا وَآدم بين الماء والطّين" "كنت نبيًّا وآدم لا ماء ولا طين" فهذا لا أَصل له؛ ولم يروه أحد من أهل العلم الصّادقين، ولا هو في شيء من كتب العلم المعتمدة بهذا اللّفظ، بل هو باطل …
ونقل السيوطي عن ابن تيمية حكمه بالوضع وأقره كما في "ذيل اللآليء المصنوعة" (٢/ ٧٩٣، ٧٩٥).
وكذلك ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (١/ ٣٤١)، والكرمي في "الفوائد الموضوعة" (ص ١٠٤).
وقال الزركشي عن "كنت نبيًّا وآدم بين الطين والماء" لا أصل له. "التذكرة" (ص ١٧٢).
(٢) قال ابن تيمية: "لا أصل لها". كما في الرد على البكري (١/ ٦٥).
وكذا قال السيوطي في "الدرر المنتثرة" (ص ٢٠٣، ٢٠٤) وجعلها من زيادات العوام.
(٣) سئل عن حديث: "كنت نبيًّا وآدم منجدل في طينته" في أجوبته فقال: صحيح. (ص ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>