كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الهمزة - ٢٥٤ - حديث: إن لله ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر. - ج: 2 - ص: 61

٢٥٤ - حديث: "إنَّ للهِ ملائِكةً في الأرضِ تَنطِقُ على ألسِنَةِ بني آدمَ بما في المرءِ من الخَيرِ والشَّرِّ".

المَحامِليُّ (١) في "أَماليهِ الأَصبَهانِيَّةِ"، ومِن طريقِه الدَّيلَمِيُّ (٢)، مِن حديثِ يونُسَ بنِ محمدٍ (٣): حدَّثنا حَربُ بنُ مَيمون الكبيرُ (٤) عن النَّضْرِ بنِ أنسٍ (٥) عن أنسٍ قال: مَرَّت جَنازَةٌ فأثنَوا عليها خيرًا، فقال رسولُ الله ﷺ: "وَجَبَتْ"، ثمّ مُرَّ بأخرَى فأثنَوا عليها شرًّا، فقال: "وَجَبَتْ"، فسُئِلَ عن ذلك فقال، وذَكَرَهُ (٦).

---

(١) في الأصل و"ز": (والمحاملي)، والتصويب من "م" و"د".
(٢) "زهر الفردوس" من طريق المحامليِّ عن فضلِ بنِ سهلٍ عن يونسَ بن محمدٍ به.
(٣) ابن مُسلم البغداديُّ، أبو محمدٍ المُؤَدِّبُ، ثقةٌ ثبتٌ، من صغارِ التاسعةِ، مات سنةَ سبعٍ ومائتين. ع. "التقريب" (٦١٤).
(٤) أبو الخطَّابِ الأنصاريُّ مولاهُم البصريُّ، صدوقٌ رُميَ بالقَدَر، من السابعةِ، مات في حدودِ الستيَن. م ت فق. "التقريب" (١٥٥).
(٥) ابن مالكٍ الأنصاريِّ، أبو مالكٍ البصريُ، ثقةٌ، من الثالثة، مات سنةَ بضعٍ ومائةٍ. ع. "التقريب" (٥٦١).
(٦) وأخرجه -كما ذكر المصنفُ- الحاكمُ في "المستدرك" (الجنائز) (١/ ٥٢٩) رقم (١٣٨٢)، وبيبَى الهرثميةُ في "جزئها" (٧٩) رقم (١٠٩).
وأخرجه كذلك ابنُ عديِّ في "الكامل" (٢/ ٤١٨)، والبيهقيُّ في "الشعب" (١١/ ٤٨٢) رقم (٨٨٧٦)، والضياءُ في "المختارة" (٧/ ٢٥٠، ٢٥١) رقم (٢٦٩٧، ٢٦٩٨) من طريقي المحامليِّ وبيبى؛ كلُّهم من حديث يونسَ بنِ محمدٍ المؤدِّبِ بالإسنادِ نفسِه.
والحديث أصله في الصحيحين بسياق آخر، وليس فيه ذكر الزيادة التي ترجم بها المصنف ﵀: فقد أخرجه البخاري (الجنائز، باب ثناء الناس على الميت) رقم (١٣٦٧)، ومسلم (الجنائز، باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى) رقم (٩٤٩)؛ كلاهما من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس ﵁ قال: مروا بجنازةٍ فأثنَوا عليها خيرًا، فقال النبي ﷺ: "وَجَبَتْ"، ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرًّا، فقال: "وَجَبَتْ"، فقال عمر بن الخطاب ﵁: ما وجبت؟، قال: "هذا أثنيتُم عليه خيرًا فوجبَت له الجنةُ، وهذا أثنيتُم عليه شرًّا فوجبت له النارُ، أنتم شهداءُ الله في الأرضِ". واللفظ للبخاري.
فهذا فيه مخالفة صريحة واضحة للحديث الذي أورده المصنف؛ حيث إن النبي ﷺ سئل السؤال نفسه، فاختلف الجواب في هذا الحديث عما في رواية الصحيحين،=