للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المبحث الثالث: موضوعُ الكتابِ

موضوع هذا الكتاب: جمعُ الأحاديث المشتهرة على ألسنةِ الناسِ -من غير شرطِ الاستيعاب لها- سواء كانت من المرفوع أو غيره، مع عزوها إلى قائلها، وبيان حكمها من ثبوتٍ أو عدمه، وقد أبان المؤلف في مقدمة كتابه عن موضوعه؛ حيث قال:

"فهذا كتابٌ رَغِبَ إليَّ فيه بعضُ الأئمةِ الأنجابِ، أُبيِّن فيه بالعَزْوِ والحُكم المعتبرِ ما على الألسنة اشتَهَرَ، مما يُظنُّ إجمالًا أنه من الخبرِ، ولا يهتدي لمعرفته إلا جَهابِذة الأثرِ، وقد لا يكون فيه شيءٌ مرفوعٌ، وإنما هو في الموقوفِ أو المقطوعِ، وربما لم أقفْ له على أصلٍ أصلًا، فلا أبُتُّ بفَصلٍ فيه قولًا، غير مُلتزمٍ في ذلك الاستيفاءَ".

وبيَّن أنه قصد بكلمة "الأحاديث" وكلمة "الشهرة": معناهما اللغويَّ لا الاصطلاحيَّ؛ فأراد بـ "الأحاديث" ما تحدَّث به الناس، وبـ "الشهرة" كلَّ ما اشتهر على ألسنتهم بقطع النظر عن بلدانهم أو طبقاتهم؛ فقال مبينًا ذلك:

"ولاحَظتُ في تسميتِها أحاديثَ المعنى اللغويَّ، كما أني لم أقصدْ في الشهرةِ الاقتصارَ على الاصطلاحِ القويِّ -وهي: ما يُروَى عن أكثرَ مِنَ اثنينِ، في بعضِ طِباقِه أو جميعِها بدون مَيْنٍ- بل القصدُ الذي عزمتُ على إيضاحِه وأنْ أتقِنَه. ما كانَ مشهورًا على الألسنةِ، من العالِم المُتقِن في سَبْرِه أو غيرِه، في بلدٍ خاصٍّ وقومٍ مُعيَّنينَ، أو في جُلِّ البلدانِ وبين أكثرِ الموحِّدينَ" (١).

* * *


(١) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>