للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعينُ الرِّضا عن كلِّ عيبٍ كَلِيلةٌ … ولكنَّ عينَ السُّخْطِ تُبدِي المساوِيَا".

وعن ثَعلَب (١) قال: "تَعمى العَينُ عن النظَرِ إلى مَساوِيهِ، وتَصَمُّ الأذنُ عن استماعِ العَذْلِ فيه. وأنشأَ يقولُ:

وكذَّبتُ طَرْفىِ فيكَ والطَّرْفُ صادقُ … وأسمعتُ أذْني فيكَ ما ليسَ تَسمعُ" (٢).

وقيلَ: تَعمى وتَصَمُّ عن الآخِرَةِ (٣).

وفائدتُه: النهيُّ عن حُبِّ ما لا يَنبِغي الإغراقُ في حُبِّهِ (٤).

٣٩٠ - حديث: "الحبَّةُ السَّوداءُ شفاءٌ من كلِّ داءٍ، إلا السَّامَ".

البخاريُّ (٥)، من حديثِ عُقَيلٍ عن ابنِ شهابٍ: حدَّثني أبو سلمةَ وسعيدُ بنُ المسَيِّبِ: أنَّ أبا هريرةَ أخبرهما: أنه سمعَ رسولَ الله يقولُ، وذكرَهُ (٦).

قال ابنُ شهابٍ: "الحبَّةُ السَّوداءُ: الشُّوْنِيْزُ (٧)، والسَّامُ: الموتُ".


= عزاه له الجاحظ في "الحيوان" (٣/ ٤٨٨)، وابن قتيبة في "عيون الأخبار" (٣/ ١١)، والأصفهاني في "الأغاني" (١٢/ ٢٥٠).
(١) أبو العباس أحمدُ بنُ يحيى بنُ زيدِ بن سيارٍ النَّحْوي الشيباني مولاهُم، البغداديُّ، إمام الكوفيين في النحو واللغة. أخذ عن ابن الأعرابي والزبير بن بكار، وعنه نفطويه وابن الأنباري وجماعة. قال المبرَّد: "أعلمُ الكوفيينَ ثعلبُ". توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
انظر: "تاريخ بغداد" (٥/ ٢٠٤)، "الأنساب" (٥/ ٤٦٧)، "معجم الأدباء" (٢/ ٥٣٦)، "وفيات الأعيان" (١/ ١٠٢)، "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٥)، و"بغية الوعاة" (١/ ٣٩٦).
(٢) "تاريخ بغداد" (٣/ ١١٧).
(٣) هذا القولان وقول ثعلب منقولان من "التذكرة" (٧٣)، وقبله من "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (٨/ ٣١).
(٤) انظر: المصدرين السابقين.
(٥) "الصحيح" (الطِّب، باب الحبة السوداء) رقم (٥٦٨٨).
(٦) وأخرجه من هذا الطريق أيضًا: مسلم (الطب، باب التداوي بالحبة السوداء) رقم (٢٢١٥)، لكنه أدرج تفسير ابن شهاب في الحديث.
(٧) بضمِّ المعجَمَةِ، وسكونِ الواوِ، وكسرِ النونِ، وسكون التحتانيَّةِ، بعدها زايٌ.
قال الحافظ: "والحبةُ السوداءُ أشهرُ عندَ أهلِ هذا العصرِ من الشُّوْنِيزِ بكثيرٍ، وتفسيرُها =

<<  <  ج: ص:  >  >>