للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٣ - حديث: "الشهرة في قصر الثياب".

كلام صحيح (١)، وفي ثالث عشر "المجالسة" من حديث عبد الرزاق، عن معمر، قال: رأيت قميص أيوب السختياني يكاد يلثم (٢) الأرض، فسألته عن ذلك؟ فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في تذييل القميص (٣)، وإنها اليوم في تشميره (٤).


(١) بل يصح من وجه، ويبطل من جهة أخرى، فأن يراد به تشمير وتقصير يخرم المروءة، كملابس الفساق والمجان فصحيح، وإن أريد به التدليل للملبس المخالف للسُّنَّة من تذييل الثوب إلى أسفل من الكعبين، بل وإلى حد كنس الأرض به، فهذا الغالب فيه أن يدخل ضمن الوعيد الشديد الوارد في قول المصطفى : "ما أسفلَ من الكعبين من الإزار ففي النار"، وقوله : "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرًا". أخرجهما البخاري عن أبي هريرة (ح ٥٧٨٧، ٥٧٨٨)، وما أخرجه الشيخان (خ: ٣٦٦٥، ٥٧٨٣، ٥٧٨٤، م: ٢٠٨٥) عن ابن عمر مرفوعًا: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" وفي لفظ: "لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء"، وإنما يستثنى من ذلك ما كان من غير مخيلة؛ عن حاجةٍ أو انشغالٍ للبال، لما في "الصحيح" (خ: ٥٧٨٤): أن أبا بكر قال: يا رسول الله! إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه، فقال النبي : "لست ممن يصنعه خيلاء"، وفي (٥٧٨٥) عن أبي بكرة في حديث الكسوف أن النبي : "قام يجر ثوبه مستعجلًا حتى أتى المسجد .. ". وبوب البخاري عليه بـ: (باب مَنْ جَرَّ إزارَه من غير خيلاء). والله أعلم.
(٢) أي: يمس الأرض. انظر: معجم المقاييس (اللام، باب اللام والثاء.، ص ٩١٣).
(٣) أي: تطويله، وإطالة ذيله.
(٤) مصدر شمر؛ يعني: الرفع. وانظر: "معجم مقاييس اللغة" (ص ٥٤١).
والأثر رواه الدينوري في "المجالسة" (٥/ ١١٠)، رقم (١٩١٩)، إلا أن فيه: (يكاد يمس الأرض).
وهو عند ابن سعد (٧/ ٢٤٨)، رقم (٩٣٥٣)، وابن أبي الدنيا في "التواضع" (٦١) من طريقين عن عبد الرزاق نحوه، وفي "المصنف" (١١/ ٨٤)، رقم (١٩٩٩٢) عن معمر، عن أيوب، قال: "كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها، والشهرة اليوم في تقصيرها" مختصرًا.
والأصل في الثوب: ما رواه عبد الرزاق (١١/ ٨٤)، رقم (١٩٩٨٩) عن معمر، عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري، قال: رأيت ابن عمر ؛ إزاره إلى أنصاف ساقيه، والقميصُ فوق الإزار، والرداء فوق القميص. =

<<  <  ج: ص:  >  >>