للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولكنْ مَحَلُّ جَوازِهِ ما إذا كان لِغَرَضِ صحيحٍ؛ كإِراحَةِ الأصابعِ، بِخِلافِ ما يكونُ عَبَثًا (١)؛ إذِ التشبيكُ مِنَ الشَّيطانِ (٢)، سِيَّما وقد يَجلِبُ النومَ (٣).

٣٤٢ - حديث: "تَصَدَّقوا تُرزَقوا".

صحيحُ المعنى.

ونحوُهُ: "أَنفِقْ أُنفِقْ عَليكَ" (٤)، ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ [سبأ: ٣٩].

ويُنظَرُ لَفظُهُ (٥).


(١) قال الحافظ: "قال ابن المنَيِّر: التحقيق أنه ليس بين هذه الأحاديث تعارضٌ، إذ المنهيُّ عنه فعله على وجه العبثِ … ، وجمع الإسماعيليُّ بأن النهيَ مقيَّدٌ بما إذا كان في الصَّلاةِ أو قاصدًا لها؛ إذ منتظرُ الصلاةِ في حكمِ المصلي". "فتح الباري" (١/ ٥٦٦).
وجمعُ الإسماعيليِّ أقوى وأولى؛ لأن أحاديث النهي مقيدة بذلك. والله أعلم.
(٢) كما ثبت في حديث أبي سعيد الخدري ، وقد تقدم تخريجه قريبًا.
(٣) "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٥٩٢)، و"شرح ابن بطال" (٢/ ١٢٥)، و"الفتح" (١/ ٥٦٦).
(٤) أخرجه البخاري (التفسير، باب قوله: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾) رقم (٤٦٨٤)، ومسلم (الزكاة، باب الحث على النفقة وتبشير المنفق بالخلف) رقم (٩٣٣).
(٥) روي هذا اللفظ بنحوه في حديث أخرجه ابن ماجه في "سننه" (إقامة الصلاة والسُّنَّة فيها، باب في فرض الجمعة) رقم (١٠٨١)، وابن عدي في "كامله" (٤/ ١٨١)، والبيهقي في "الكبرى" (٣/ ١٧١)، و"الشعب" (٤/ ٤٢٣) رقم (٢٧٥٤) وغيرهم؛ كلهم من طريق الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدويِّ عن علي بن زيدٍ عن سعيد بن المسيِّب عن جابرِ بنِ عبدِ الله قال: خَطَبَنا رسولُ اللهِ فقال: " … وصِلُوا الذي بينكم وبينَ ربِّكم بكثرةِ ذِكرِكُم لهُ وكثرةِ الصَّدَقةِ في السِّرِّ والعلانيةِ؛ ترزقوا، وتُنصَرُوا، وتُجَبَروا".
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (٣/ ٣٨١) رقم (١٨٥٦)، وفيه: حدثنا الفضيلُ بنُ مَرزوقٍ: حدثني الوليدُ -رجلٌ من أهلِ الخيرِ والصلاحِ- (عن محمدِ بنِ عليٍّ) عن سعيد بن المسيِّب.
وفي إسناده سقطٌ وتصحيفٌ ظاهرٌ، وصوابه: (عن عبد الله بن محمد عن علي بن زيد) عن سعيد.
فقد أخرجه البيهقي من طريق فضيل بن مرزوق -وهو طريق أبي يعلى نفسه- على الصواب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>