للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُسلمٍ ونقلَ أبو داودَ عن الفِريابيِّ قال: "نهاني أحمدُ عن رَفعِهِ (وعن عيسى بنِ يونُسَ الرَّملِيِّ قال: "نهاني ابنُ المبارَكِ عن رَفعِهِ") (١)، والمعنى: أنهما نَهَيا أن يُعزَى هذا القولُ إلى النبيِّ ، وإلا فقولُ الصحابيِّ: "السُّنَّةُ كذا" لهُ حُكمُ المرفوعِ على الصَّحيحِ (٢).

على أنَّ البيهقيَّ قال: "كأنَّ وَقفَهُ تقصيرٌ من بعضِ الرواةِ" (٣)، وصحَّحَ الدارقطنيُّ في "العِلَلِ" (٤) في حديثِ الفِريابيِّ وَقفَهُ، وأما أبو الحسنِ بنُ القَطَّانِ فقال: إنه لا يَصحُّ مرفوعًا ولا موقوفًا (٥).

٣٥٤ - حديثُ: "تلقِينِ الميِّتِ بعدَ الدَّفنِ".

الطبرانيُّ في "الدُّعاءِ" و"معجَمِهِ الكَبيرِ" (٦)، من طريقِ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ العلاءِ الحِمصيِّ (٧): حدَّثنا إسماعيلُ بنُ عيَّاشٍ: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ


(١) ساقطة من الأصل و "ز"، والمثبت من "م" و"د".
(٢) وهو قول الجمهور من المحدثين وأهل الأصول.
انظر: "معرفة علوم الحديث" (٦٢)، "الكفاية" (٤٢١)، "المقدمة" (٥٠)، و"التدريب" (١/ ١٨٨).
وانظر أيضًا: "اللمع" (١١)، "المستصفى" (١٠٥)، و"البحر المحيط" (٣/ ٤٣٣).
(٣) "السنن الكبرى" (٢/ ١٨٠).
(٤) "العلل" (٩/ ٢٤٧). وصحح أيضًا في حديث الأوزاعي وقفه على أبي هريرة.
(٥) "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ١٤٢)، وأعلَّهُ بضَعفِ قرَّة بن عبد الرحمن.
وسأل ابن أبي حاتم أباه عن المرفوع فقال: "ليتَه يصحُّ عن أبي هريرةَ! "، فذكر له الموقوف فقال: "هو حديثٌ منكرٌ". "العلل" (المسألة: ٣٦٣).
وهو الراجح -في نظري-؛ فقُرَّةُ بن عبد الرحمن ضعَّفه الجمهور، وفي حديثه مناكيرُ كما نصَّ عليه غير واحد من النقاد:
قال ابن معين: "ضعيفُ الحديثِ"، وقال أحمد: "منكَرُ الحديثِ جدًّا"، وقال أبو زرعة: "الأحاديثُ التي يرويها مناكيرُ"، وقال أبو حاتم: "ليس بقويٍّ". "الجرح والتعديل" (٧/ ١٣٢).
(٦) "الدعاء" (٣٦٤) رقم (١٢١٤)، و"المعجم الكبير" (٨/ ٢٩٨) رقم (٧٩٧٩).
(٧) أبو عبدِ اللهِ الزاهدُ، نزيلُ عَبَّادانَ، منكرُ الحديثِ، من التاسعة. ق. "التقريب" (٤٦٦).
وانظر: "لسان الميزان" (٦/ ٤٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>