للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيرها مما لا يختص بجمع الأحاديث المشتهرة على المعنى الذي تقدَّم.

[الثاني: المصنفات التي تختص بجمع الأحاديث المشتهرة على الألسنة]

وفيما يأتي ذكر تلكم المصنفات، وسنرجئ الكلام عن المصنفات المتعلقة بالمقاصد إلى مبحث "عناية العلماء بالكتاب".

١ - "أحاديث القصاص" وهي رسالة منسوبة لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية (ت ٧٢٨ هـ).

وسميت أيضًا "أكاذيب القُصَّاص"، أو "أحاديث يرويها القصَّاص عن الله وعن رسول الله " أو "رسالة في الأحاديث المتداولة بين الناس يذكرها القصَّاص" (١). والسبب في اختلاف التسميات أن الرسالة ليست من جمع المؤلف، بل جمعها بعض تلامذته من أجوبته على أحاديث سئل عنها (٢).

والرسالة لا تراعي ترتيبًا معينًا، بل أقرب ما تكون إلى فتاوى حديثية، وأسلوبها مرسَل من غير تكلُّف ولا تنميق (٣).

وهذه الرسالة -مع صغر حجمها- ذات قيمة كبيرة من الناحية التاريخية؛ لأنها من أول الرسائل التي ألِّفت في الأحاديث المشتهرة الشائعة بين الناس بسبب القصاص وبتأثيرهم غالبًا. ومعظمها باطل مكذوب، وفيها ما لا يصل إلى هذه الدرجة، بل فيها حديث صحيح، وهو قوله : "بدأ الإسلام غريبًا … ".


(١) انظر: "الأثبات في مخطوطات الأئمة" شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب (ص ٤٥، ٥٣ و ١٠٥).
(٢) ومما يؤكد أنها ليست من جمع المؤلف: اختلاف ترتيب أحاديثها والعبارة التي تفتتح بها.
(٣) ولمعرفة المزيد عن مزايا الرسالة ومنهج المؤلف فيها، انظر: "مقدمة الدكتور الصباغ" (ص ١٥ - ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>