للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقد كانَ زاهِدًا ناسِكًا تارِكًا للدُّنيا، حتى وصَفَهُ القائلُ بقوله: "ما رأيتُ الأغنياءَ والسَّلاطِينَ عندَ أحدٍ أحقَرَ منهُم عندَهُ، معَ فَقرِهِ وحاجَتِه" (١)، وقال آخرُ: إنه "فقيرٌ صبورٌ، مجانِبٌ للسُّلطانِ، وَرعٌ عالِمٌ بالقرآنِ" (٢).

وربما يُستَأنَسُ له بما يُروَى: "اللَّهُمَّ لا تجعلْ لفاجِرٍ عندي نعمةً يرعاهُ بها قَلبي" (٣)، وبحديثِ: "الهديَّةُ تَذهَبُ بالسَّمعِ والبصرِ" (٤)، وهو ضعيفٌ.

والكلامُ في هذا كلِّه مَبسوطٌ في "الأجوبةِ الحديثيَّةِ" (٥).

٣٧٤ - حديث: "الجُبْنُ والجُرأَةُ غَرائِزُ يَضَعُها اللهُ حيثُ يشاءُ".

البيهقيُّ في "السُّنَنِ" (٦)، من حديث شعبةَ عن أبي إسحاقَ عن حسان بنِ فائِدٍ (٧) عن عمرَ بنِ الخطَّابِ أنه قال: "الشَّجاعَةُ والجُبْنُ غرائِزُ في الناسِ،


(١) قاله عيسى بن يونس. انظر: "تاريخ بغداد" (٩/ ٨).
(٢) قاله يحيى بن معين. انظر: "تاريخ دمشق" (٢٠/ ٥٩).
(٣) أسنده الديلميُّ، كما في "الزهر"، من حديث الحسن عن معاذٍ مرفوعًا: "اللَّهُمَّ لا تجعل لفاجرٍ عندي نعمة فيودُّه قلبي".
وسنده ضعيف:
فيه محمد بن بُور -ويقال: فُور-، له مناكير. انظر: "اللسان" (٧/ ١٨).
وهو منقطعٌ؛ الحسن لم يدرك معاذًا .
(٤) أخرجه القضاعي في "الشهاب" (١/ ١٥٧) رقم (٢٢٠)، من حديث أنس به مرفوعًا.
وإسناده ضعيفٌ جدًّا، ولا يبعد أن يكون موضوعًا:
فيه محمد بن محمد بن الأشعث: له مناكير وموضوعات. انظر: "اللسان" (٧/ ٤٧٦).
وفيه الفضل بن المختار: منكر الحديث. انظر: "اللسان" (٦/ ٣٥٢).
وراويه عن أنس: أبان بن أبي عياش، وهو متروك. تقدمت ترجمته.
* وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٧/ ١٨٣) رقم (٤٨٨)، من حديث عصمة بن مالك الخطميِّ مرفوعًا بلفظ: "الهدية تذهب بالسمع والقلب".
وفي سنده الفضل بن المختار المتقدم ذكره.
(٥) "الأجوبة المرضية" (١/ ٣٧٠ - ٣٧٥).
(٦) "السنن الكبرى" (السير، باب الشجاعة والجبن) (٩/ ١٧٠).
(٧) العبسيُّ الكوفيُّ. سمع عمر بن الخطاب ، روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: "شيخ". =

<<  <  ج: ص:  >  >>