للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بنو الإسلام" (١). ووجَّهه الطالقاني بأنه إذا مات طفلًا وأبواه مؤمنان، أُلحق بهما وبلغ درجتهما بصلاحهما (٢)، كما جاء النص به (٣)؛ وولد الزنا لا يدخل الجنة بعمل أصلَيه (٤)، أما الزاني فنسبُه منقطع به، وأما الزانية فشؤم زناها -وإن صلحت- يمنع من وصول بركة صلاحها إليه (٥)، والله الموفق.

١٣٣٤ - حديث: "لا يُسأَل بوجه الله إلا الجنَّة".


(١) ذكر نحوه الطحاوي في "مشكل الآثار" (٢/ ٣٧٢ - ٣٧٣) ثم قال (ص ٣٧٤): "ففيما روينا في هذا الفصل من هذه الأحاديث، ما دل أنه قد يقال (ولد الزنية) للمتحقق بالزنا، كما يقال: "ابن الزنية" للمتحقق بالزنا … ". اهـ. وذكره المؤلف في "الأجوبة" (ص ٩٩) ثم تعقبه بقوله: "هذا حسن لو لم يقع التنصيص في الخبر بهن سواه من ولدِه، وولدِ ولدِه [قلت: وهذه الزيادة رواه بركة الحلبي بسنده عن أبي هريرة، وهو كذاب كما قال الذهبي في "تلخيص الموضوعات"]، قال: ويحتمل أيضًا أن يكون قدر الله في سابق علمه أن ولد الزنا ونسله يفعلون أفعالًا منافية لدخول الجنة، فيكون السبب لعدم دخولها تلك الأفعال، لا نفس زنا أبويه". اهـ.
(٢) في (م): "لصلاحهما". والمقصود بالطفل هنا مَن ليس بولد الزنا.
(٣) وهو: قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ الآية [الطور: ٢١].
(٤) في (م): "أصله" بالإفراد.
(٥) انظر: التدوين في "أخبار قزوين" (٢/ ١٤٦). وقال ابن خزيمة في "التوحيد" (ص ٨٦٨ - ٨٦٩): "معنى هذا الخبر -إن ثبت عن النبي - إنما هو على أحد المعنيين؛ أحدهما: لا يدخل الجنة؛ أي: بعض الجنان، إذ النبي قد أعلم أنه جنان في جنة، واسم الجنة واقع على كل جنة منها … والمعنى الثاني: ما قد أعلمتُ أصحابي ما لا أحصي من مرة، أن كل وعيد في الكتاب والسُّنَّة لأهل التوحيد، فإنما هو على شريطة؛ أي: إلا أن يشاء الله أن يغفر ويصفح ويتكرم ويتفضل، فلا يعذب على ارتكاب تلك الخطيئة، إذ الله ﷿ قد خبَّر في محكم كتابه أنه قد يشاء أن يغفر ما دون الشرك من الذنوب في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾ ". اهـ.
وقال ابن حبان في "صحيحه" (٨/ ١٧٧): "معنى نفي المصطفى عن ولد الزنية دخول الجنة -وولد الزنية ليس عليهم من أوزار آبائهم وأمهاتهم شيء-، أن ولد الزنية على الأغلب يكون أجسر على ارتكاب المزجورات، أراد أن ولد الزنية لا يدخل الجنةَ جنةً يدخلها غير ذي الزنية ممن لم تكثر جسارتُه على ارتكاب المزجورات". اهـ. وهو بمعنى قول ابن خزيمة الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>