للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال شيخنا: "وقد فسَّره العلماء على تقدير صحته بأن معناه: إذا عمل بمثل عمل أبويه" (١)، وزيَّفه الطالقاني (٢) بأنه لا يختص بولد الزنا، فولد الرَّشدة (٣) كذلك (٤).

واتفقوا على أنه لا يحمل على ظاهره لقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (٥). وقيل في تأويله أيضًا: "إن المراد به من يواظب الزنا، كما يقال للشهود: بَنُو صُحُف، وللشجعان: بنو الحرب، ولأولاد المسلمين:


= تفرده. وورد عن عبد الله بن عمرو ومداره على جابان ولم يوثق توثيقًا معتبرًا، وقد ضعف حديثه البخاري. وورد الحديث في بعض الطرق بلفظ: "لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر، ولا ولد الزنية". فقال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٢٨١): الزيادة التي في آخره منكرة؛ لأنها بظاهرها تخالف النصوص القاطعة بأن أحدًا لا يحمل وزر أحدٍ، وأنه لا يجني أحد على أحد، وفي ذلك غير الآية أحاديث كثيرة خرجتها في "الإرواء" (٢٣٦٢)، ولذلك أنكرتها السيدة عائشة ؛ فقد روى عبد الرزاق (٧/ ٤٥٤/ ١٣٨٦٠ - ١٣٨٦١) عنها أنها كانت تعيب ذلك وتقول: ما عليه من وزر أبويه، قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾. وإسناده صحيح". اهـ. لكنه قال في "الضعيفة" (١٠/ ٤٢٩): "لا سبيل إلى الحكم عليه بالوضع، كما ذهب إليه الحافظ في "القول المسدد" وتبعه السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ١٠٥ - ١٠٦)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (٢/ ٢٢٨ - ٢٢٩)، وذلك لأن له طرقًا أخرى، قد مِلْتُ من أجلها إلى تحسينه؛ كما تراه مخرجًا في "الصحيحة" (٦٧٣). اهـ. فهو إذنْ متردد في ثبوته، وقد تردد قبله جماعة من الأئمة؛ كابن خزيمة "كما سيأتي"، والبيهقي في "الشعب" (١٠/ ٢٧٨)، وابن القيم في "المنار" (ص ١٢٩)، والحافظ كما هنا؛ فكلهم قالوا: "إن صح".
(١) ذكره المؤلف في "الجواهر والدرر" (٢/ ٩٣٠) عن الحافظ.
(٢) أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني. كان صاحب ذِكْرٍ وتلاوة القرآن، وصنف الكثير في التفسير والحديث والفقه وغيرها، وكان على طريقة صوفية، مات سنة تسعين وخمسمائة. انظر: "أخبار قزوين" للرافعي (٢/ ١٤٤ - ١٤٨).
(٣) في (م): "الرشد" والصواب المثبت. يقال: "ولد الرِّشْدَة" بفتح الراء وكسرها، والفتح أفصح: إذا كان لنكاح صحيح. انظر: "النهاية" (١/ ٦٥٨).
(٤) انظر: "التدوين في أخبار قزوين" للرافعي (٢/ ١٤٦) نقلًا عن الطالقاني.
(٥) قاله الحافظ كما في "الجواهر والدرر" (٢/ ٩٣٠). والآية وردت في المواضع التالية: [الأنعام: ١٦٤]، [الإسراء: ١٥]، [فاطر: ١٨] و [الزمر: ٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>