للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأعاده بعد يسير (١) بلفظ: "كنت رديف أبي، فلقي النبي ، قالت: فقبضت على رجله، فما رأيت شيئًا أبرد منها".

وأشار عقبها إلى ظن أنه: (قال) -يعني: أباها- ليوافق اللفظ الأول، [لا؛ قالت] (٢).

ولا يمنع ذكرُها لذلك مشاركةَ غيرِه من الناس له في التفصيل المذكور، إذ لا مانع أن يقال: "رأيت فلانًا وهو أبيض أو أسمر"، مع العلم بمشاركة غيره في البياض والسمرة.

ويجوز أن يكون التفاوت لطوله زائدَ الظهور، إذ الناس فيه متفاوتون، وكذا لا يمنع منه كون السبابة في اليد خاصة؛ لأنا نقول: تسميتها بذلك فيها حقيقة، وفي القدم لاشتراكها معها في التوسط بين الإبهام والوسطى فقط.

ثم وقفت على ما أوضحته بالبيان في كلام شيخنا إجمالًا، فإنه سئل عن قول القرطبي: "إن مسبحة النبي أطول من الوسطى"، فأجاب بقوله: هذا غلط ممن قاله، وإنما كان ذلك في أصابع رجليه (٣). انتهى.

٥٦٢ - حديث: "سبقت رحمتي غضبي".

في: "إن رحمتي" (٤).

٥٦٣ - حديث: "سبقك بها عكاشة".

الشيخان من حديث حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن


(١) دلائل النبوة (طيب رائحة رسول الله وبرودة يده، ١/ ٢٥٦، رقم ٢١٥).
(٢) الزيادة بين المعقوفين من: (هـ، ز ٢، زك)، ونسخة (هـ) منسوخة عن أصل مقروء على المؤلف، وقوبلت عليها، وعلى نسخة أخرى شامية أيضًا.
ونص البيهقي: "كذا في كتابي: "قالت: فقبضت"، وأنا أظنه: "قال"، تعني: أباها، فقد رويناه من وجه آخر عن ميمونة، قالت: فدنا منه أبي، فأخذ بقدمه". والله أعلم.
(٣) قول القرطبي في "تفسيره" كما سبق، وقول الحافظ في بعض فتاواه كما في "سبل الهدى" للصالحي (٢/ ٧٦)، تعقبًا على الحكيم الترمذي دون القرطبي، وعن الحكيم أخذه القرطبي وغيره. والله أعلم.
(٤) الحديث (٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>