كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الخاء المعجمة - ٤٦١ - حديث: خيركم في رأس المائتين الخفيف الحاذ - ج: 2 - ص: 530

ولم ينفَرِدْ به عليُّ بنُ يزيدَ، فقد أخرجَهُ ابنُ ماجَهْ في "الزهدِ" من "سننِه" (١) من غيرِ طريقِه، من حديثِ صدَقَةَ بنِ عبدِ اللهِ (٢) عن إبراهيمَ بنِ مُرَّةَ (٣) عن أيوبَ بنِ سليمانَ (٤) عن أبي أمامةَ، ولفظُه: "أغبَطُ الناسِ عندي مؤمنٌ خفيفُ الحاذ"، وذكرَ نحوَهُ (٥).

والحاذُ -بالتخفيفِ، وبالمهمَلَةِ ثم المعجَمَةِ- لغةً: الحالُ (٦).

ومن شواهِدِه ما للخطيبِ (٧) وغيرِه (٨) من حديثِ ابنِ مسعودٍ رفعَهُ: "إذا أحبَّ اللهُ عبدًا اقتناهُ لنفسِه، ولم يَشغَلْه بزوجةٍ ولا ولدٍ".

---

= والحاكم والخطيب. انظر: "تهذيب التهذيب" (٧/ ١٢).
وروايته عن علي بن يزيد خاصةً فيها كلام أيضًا:
قال البخاري: "مقارب الحديث، ولكن الشأن في علي بن يزيد". انظر: "تهذيب التهذيب" (٧/ ١٣).
وقال الجوزجاني في ترجمة علي بن يزيد: "رأيتُ غيرَ واحدٍ من الأئمةِ ينكرُ أحاديثَه التي يرويها عنه عبيدُ اللهِ بنُ زحرٍ". "أحوال الرجال" (١٦٥).
(١) "السنن" (الزهد، باب من لا يُؤبَهُ له) رقم (٤١١٧).
(٢) تقدمت ترجمته في تخريج الحديث رقم (٢٢٨).
(٣) الشاميُّ، صدوقٌ، من الثامنةِ. مد س ق. "التقريب" (٩٤).
(٤) الشاميُّ، ضعيفٌ، من الرابعةِ. ق. "التقريب" (١١٨).
(٥) إسناده ضعيف من أجل أيوب بن سليمان وصدقة بن عبد الله.
قال البوصيري: "إسنادُه ضعيفٌ لضعفِ أيوبَ بنِ سليمانَ، قال فيه أبو حاتمٍ: "مجهول"، وتبعه على ذلك الذهبيُّ في "الطبقات" وغيرِها، وصدقة بنُ عبدِ اللهِ متفقٌ على تضعيفِه".
"مصباح الزجاجة" (٤/ ٢١٥).
(٦) انظر: "النهاية" (١/ ٣٤٥).
وأصلُ الحاذِ طريقةُ المتنِ، وهو ما يقعُ عليه اللّبدُ من ظَهرِ الفرسِ؛ أي: خفيفُ الظَّهرِ من العيال.
(٧) لم أقف عليه في شيء من كتب الخطيب المطبوعة.
(٨) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٥)، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٢/ ٢٧٨)؛ من طريق إسحاقَ بنِ وهبٍ العلافِ عن عبدِ الملكِ بنِ يزيدَ عن أبي عوانةَ عن الأعمشِ عن أبي وائلٍ عن ابن مسعودٍ به مرفوعًا.
وفي سنده عبد الملك بن يزيد، قال الذهبي: "روى عن أبي عوانةَ بخبرٍ باطلٍ في ترك التزويج، لا يُدرَى مَن هو"، ثم ساق هذا الحديث. "الميزان" (٢/ ٦٦٧).