للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خيرٌ، فقال ابنُ عباسٍ: "لا خيرٌ ولا شرٌّ" (١).

وفي نحوِه لبعضِ الشعراءِ (٢):

ولقد غدوتُ وكنتُ لا … أغدو على واقٍ وحاتِمِ (٣)

فإذا الأَشائِمُ كالأيا … مِنِ والأيامِنُ كالأشائِمِ (٤)

وكذاكَ لا خيرٌ ولا … شرٌّ على أحدٍ بدائمِ

أوردَها الدِّينَورِيُّ في ساجِ "المجالَسَةِ" (٥).

قلتُ: وإنما اختُصَّ الغُرابُ غالبًا بالتشاؤُمِ به أخذًا منَ الاغتِرابِ، بحيثُ قالوا: غُرابُ البَينِ؛ لأنه بانَ عن نوحٍ لما وجَّهَهُ لينظُرَ إلى الماءِ، فذهبَ ولم يرجِعْ، ولذا تَشاءَمُوا به، واستَخرَجوا من اسمِهِ الغُربَةَ (٦). واللهُ الموفِّقُ.


(١) أخرجه الدينوري في "المجالسة" (٣/ ٢٩٧) رقم (٩٣٧)، من طريق ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو زيد عن أبي عبيدة قال: قال عكرمة، وذكره.
وأبو زيد شيخ ابن أبي الدنيا: هو النميري، عمر بن شبة، وقد وثقه الدارقطني.
انظر: "تاريخ بغداد" (١١/ ٢١٠).
وأبو عبيدة: هو معمر بن المثنى، اللغوي المشهور، وهو صدوق.
انظر: "التقريب" (٥٤١)، و"تهذيب التهذيب" (١٠/ ٢٢١).
لكنَّ في سنده انقطاعًا بين أبي عبيدة وعكرمة مولى ابن عباس. والله أعلم.
(٢) الأبيات للمُرَقِّشِ السدوسيِّ، عزاها له ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (١/ ١٤٥)، والجاحظ في "الحيوان" (٣/ ٤٣٦).
(٣) قال ابن قتيبة: "الواقِ: الصُّرَدُ، والحاتِمُ: الغرابُ". "تأويل مختلف الحديث" (١٠٦).
وانظر: "المجالسة" (٣/ ٢٩٨).
(٤) قال ابن قتيبة: "يقول: ما جاءك يمينًا فهو كما جاءك شمالًا؛ ليس الأمرُ بشيءٍ". "غريب الحديث" (٢/ ٥١٨).
(٥) "المجالسة" (٣/ ٢٩٨).
(٦) ذكر ذلك ابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (١٤٠)، ونقله عنه الدينوري في "المجالسة" (٣/ ٢٩٨).
وانظر أيضًا: "الحيوان" (٦/ ٣١٢)، و"المستقصى" (١/ ١٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>