للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبي إسحاق (١)، عن [زرعة] (٢)، عن عائشة مرفوعًا به (٣)، ورجاله ثقات.


= حديث واحد"، وكذا قال بجهالته الحسيني في "الإكمال" (٢٣٢)، والألباني في "الضعيفة"، ويعنون: جهالة حاله في الرواية، وإلا فقد روى عنه جمع من الثقات وغيرهم. فتفرد مثله عن مثل السبيعي بمثل هذه الرواية المنكرة غاية في النكارة، وينزل به إلى درجة الضعيف جدًّا، في مساق أصحاب المناكير من العباد، ولعله من أجل هذا حكم الإمام أحمد على حديثه هذا -كما في "منتخب علل الخلال" (ح ٦) - بالنكارة، ونكارة متنه بينة، وإلى نكارة رواياته هذه أشار الدارقطني إثر ذكره لروايتنا هذه في "المؤتلف" بقوله: "وله أحاديث من مثل هذا في الزهد"، فهو ليس بمجهول فحسب، بل ومنكر الحديث، وإن كان عَلَمًا في الزهد، ورأسًا في البكائين.
(١) هو: السبيعي، كما في رواية ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" -إن كان محفوظًا- ودويد الراوي عنه؛ هو عراقي من عباد نصيبن، يروي عن إبراهيم النخعي (ت ٩٥ هـ) -كما في "أمالي ابن بشران" (١/ ٨٦)، رقم (١٧١) من رواية تلميذه الحسين بن محمد المروذي هذا عنه-، وهشام بن حسان القُرْدوسي (ت: سنة ١٤٨ هـ)، ومالك بن مغول (ت: سنة ١٥٩ هـ)، وأمثالهم معَنْعِنًا، ولا يبين السماع في شيء مما وقفت من رواياته، وروايته عن إبراهيم النخعي وطبقته ظاهرة الإرسال، ويحتمل السماع من أبي إسحاق السبيعي. والله أعلم.
(٢) في الأصول الخطية، وكذا عند الهيثمي في "غاية المقصد" (٢/ ٣٠٩٦): "عروة"، والتصويب من المصادر المسندة، وبه ذكره الدارقطني في "المؤتلف" (٣/ ١٦٣)، وابن ماكولا في "الإكمال" (٣/ ٣٨٧)، وابن حجر في "إطراف المسند" (٩/ ٤١)، رقم (١١٤٩٧)، و"إتحاف المهرة" (١٦/ ١٠٨٠)، رقم (٢١٦٦٢).
ولعل الهيثمي والمؤلف توهما ذلك عن مجيء الحديث في "المسند" وسط روايات عروة عن عائشة .. على أنه قد يحتمل التصحيف في بعض نسخ "المسند" أيضًا. وزرعة هذا مجهول، لم يتميز من هو؟ كما سيأتي قريبًا، إن شاء الله. والله أعلم.
(٣) أخرجه أحمد (٤٠/ ٤٨٠)، رقم (٢٤٤١٩)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (ح ١٨٢)، و"الزهد" (٢٤٠) -ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (٧/ ٣٧٥)، رقم (١٠٦٣٨) - عن محمد بن العباس بن محمد، والخطيب في "تالي التلخيص" (٢/ ٤٧١)، رقم (٣٠٠/ ٢٨٣) من طريق علي بن العباس الأطروش، ثلاثتهم (أحمد، ومحمد بن العباس، والأطروش) عن الحسين بن محمد المروزي؛ ثنا دويد [وقال ابن أبي الدنيا: أبو سليمان النصيبي، وقال الأطروش: أبو سليم داود بن سليم النصيبي]، ثم اتفقوا: عن أبي إسحاق [زاد ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا": السبيعي]، عن زرعة، عن عائشة به مرفوعًا.
وهذا جوَّد إسناده المنذري في "الترغيب" (٤/ ٨٦)، رقم (٤٩١٢)، والعراقي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>