للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذا ردت للنبي حين أخبر قومه بالرُّفقة التي رآها في ليلة الإسراء، وأنها تجيء في يوم كذا، فأشرفت قريش ينظرون، وقد ولَّى النهار ولم تجئ، فدعا النبي ، فزيد له في النهار ساعةٌ، وحبست عليه الشمس، قال راويها: فلم تحبس على أحد إلا على النبي يومئذ، وعلى يوشع بن نون حين قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم، ويدخلُ السبت فلا يحلُّ له قتالهم فيه، فدعا اللهَ، فرَدَّ عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم (١).


= عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان، والعدول من المسلمين، وقد نقلوا أدنى ما يفيد في هذا الباب، وهذا الخبر لم ينقل إلا من تلكم الأوجه المنكرة، من طريق جمع من المتهمين والمتروكين والمجاهيل الذين لا يعرفون بشيء من العلم والعدالة، وبل وكثير منهم لا يعرف أعيانهم أيضًا، ومثل هذا من المستحيلات. والله أعلم.
٣ - أن اختلاف سياقاتها تقتضي تعدد حدوث رد الشمس لأكثر من مرة، وهذا لم يقل به أحد، ولا أفَّاكُوه.
٤ - أن رد الشمس وطلوعها من مغربها يعتبر من أعلام الساعة الكبرى، ولما يقع باتفاق جميع أهل الإسلام، ولم يسبق لأحد من البشر مثل هذا الرد، وإنما حبست عن الغروب على يوشع ساعة من نهار، فتأخَّر غروبها عن المعتاد من سيرها الفلكي.
٥ - أن النبي مع علي وسائر الصحابة فاتتهم صلاة العصر في غيرها يوم الخندق، وصلاة الفجر في بعض أسفارهم، ولم يرد الشمس لهم، بل لم ير النبي وأصحابه داعيا لهذا الأمر.
٦ - أن الصلاة تخرج إلى حيز القضاء بانقضاء الوقت مباشرة، فلا فائدة من إعادة الشمس لها مرة أخرى، فمن اختلق هذه الفرية لم يكن على علمٍ بمبادئ الفقه الإسلامي.
وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، وابن كثير، والمعلمي وغيرهم من أدلة اختلاقها، ووجوه اضطرابها، ومناقضتها للشرع والعقل بما هو واف، إن شاء الله. وانظر: "الموضوعات" لابن الجوزي (١/ ١٥، ٣٥٥ - ٣٥٧)، "منهاج السنة" (٨/ ١١٣ - ١٣٦)، "تلخيص الموضوعات" للذهبي (١/ ١١٧ - ١١٩/ ٢٥٧)، "البداية والنهاية" (٨/ ٥٦٥ - ٥٨٨)، تعليق المعلمي على "الفوائد المجموعة" (١٠٩١) والألباني في "الضعيفة" (٢٠٧٧، ٢٦٢٦).
(١) أخرجه البيهقي في "الدلائل" (٢/ ٤٠٤) من طريق يونس بن بكير -في "زياداته على ابن إسحاق في "المغازي"، كما في "نظم الدرر" للبقاعي [المائدة: ٢٦]، (٢/ ٤٤٢) =

<<  <  ج: ص:  >  >>