للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في: [تمثله] (١) به

رواه معمر عن قتادة، قال: بلغني أن عائشة سئلت: هل كان رسول الله يتمثل بشيء من الشعر؟ فقالت: لا، إلا بيت طَرَفَةَ (٢)؛ وذكرته.

قالت: فجعل يقول: "من لم تزود بالأخبار"، فقال أبو بكر: ليس هذا هكذا، فقال : "إني لست بشاعر، ولا ينبغي لي" (٣).

ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قال: قيل لعائشة: هل كان رسول الله يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغضَ الحديث إليه، غيرَ أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس، فيجعل أوله آخره وآخره أوله، فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله! فقال رسول الله : "إني والله! ما أنا بشاعر، وما ينبغي لي". رواه ابن أبي حاتم وابن جرير، واللفظ له (٤).


(١) في (أ، ز، م، عز، ق، ز ٢، هـ): "تمثيله"، والمثبت من: (زك)، وهو الصواب.
(٢) هو: طَرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبه البكري الوائلي؛ شاعر جاهلي، صاحب إحدى المعلقات السبع، قتل شابًا وهو ابن عشرين عامًا، وقيل: ابن ست وعشرين عامًا، وذلك بأكثر من خمسين عامًا قبل الهجرة. والله أعلم.
ينظر: "طبقات فحول الشعراء" (١/ ١٣٧)، رقم (١٦٢)، "المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء" لأبي القاسم الآمدي (ص ١٨٩)، "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (ص ٣٢٠)، "الأعلام" للزركلي (٣/ ٢٢٥).
والبيت هو في "ديوانه" (ص ٤١)، وعنه في "لسان العرب" (٨/ ٢، ت ب ت، ٢/ ١٥٧، ر ي ث).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (٢/ ١٤٥/ يس: ٦٩) ومن طريقه الجصاص في "تفسيره" (٥/ ٢٥٠) -لكنه سقط من إسناده قتادة- وأخرجه الثعلبي أيضًا (٨/ ١٣٦) من طريق معمر عن قتادة.
وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه بين قتادة وعائشة .
وأما معمر فتوبع عليه من سعيد بن أبي عروبة كما ذكره المؤلف، فلا مجال للنقد عليه من باب أن روايته عن قتادة والأعمش والبصريين فيها أوهام.
وفيه نكارة، لمخالفته الروايات الصحيحة عن عائشة أنه كان يتمثل بشعر ابن رواحة ، وبهذا البيت، وقد صح عنه التمثل بأبيات أخرى أيضًا. والله أعلم.
(٤) رواه الطبري (١٩/ ٤٨٠)، رقم (٢٩٤٧٢)، وإسناده إلى سعيد من أصح الأسانيد عنه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>