وإسناد ابن أبي عاصم رجاله ثقات، فلا يضر جهالة عبيد بن ميمون في رواية ابن ماجه، لوجود متابعة ثقة له عند ابن أبي عاصم. وخالفهما -أعني: محمد بن مسكين، وعبيد بن ميمون-: أحمد بن إسحاق بن واضح العسال المصري؛ فيما رواه الطبراني عنه في "الكبير" (٩/ ٩٦)، رقم (٨٥١٩) فرواه عن سعيد بن أبي مريم به موقوفًا. والعسال: ترجم له ابن ماكولا في "الإكمال" (٧/ ٣٦)، والسمعاني في "الأنساب" (٤/ ١٨٩) -كلاهما نقلًا عن ابن يونس- والذهبي في "تاريخ الإسلام" (٢١/ ٥٠ - ٥١) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مستور، وقال مؤلف "إرشاد القاصي" (٦٣) بجهالة حاله، وأن إكثار الطبراني عنه يرفعه من جهالة العين. وأكثر ما روى الطبراني عنه هي من روايته عن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر عن موسى بن عقبة. والخلاصة أن رواية الرفع مع شذوذها هي التي حفظها راويان عن سعيد بن أبي مريم. والله أعلم. هذا وخالفهما (أي: الأوديَّ، وموسى بنَ عقبة) جمع من الثقات، منهم: إسرائيلُ بن يونس بن أبي إسحاق: عند البيهقي في "الشعب" (٦/ ٤٤١)، رقم (٤٤٥٤) وشيخ الإسلام الهروي في "ذم الكلام" (٤٢٠)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (١٣/ ١٥٣)، رقم (٣٥٧٥). وشعبة: عند ابن بطة في "الإبانة" (١٤٢١ - من طريق أبي داود). ومعمر: في "جامعه" (٦٨٣)، وعنه عبد الرزاق (٢٠٠٧٦)، ثم من طريقه الطبراني في "الكبير" (٩/ ٩٦)، رقم (٨٥١٩)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (١٣/ ١٥٤). ثلاثتهم (معمر، وإسرائيل، وشعبة) عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ﵁ موقوفًا. وتابعهم سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص متابعة قاصرة، وذلك فيما رواه الفريابي في "القدر" (١٠٩)، وابن بطة في "الإبانة" (١٤٢٠) من طريق شعبة عن أبي إسحاق وسلمة بن كهيل، جميعًا: عن أبي الأحوص به موقوفًا كذلك. وتابعهم متابعة قاصرة أيضًا أبو الزعراء عمرو بن عمرو الكوفي -ثقة- عند أحمد في "العلل" (١٣٦) - وعنه ابنه في "السُّنَّة" (٨٦٧)، ثم من طريقه الخلعي في "الفوائد" (ح ٧٠٩، رواية السعدي - مخطوط) فرواه عن عمه أبي الأحوص موقوفًا. هكذا رواه موقوفًا عامة أصحاب ابن مسعود ﵁ عنه، وكذا أصحاب أبي الأحوص، وأبي إسحاق عنهما، ولذا قال الألباني في "ظلال الجنة" (١/ ٦٧)، رقم (١٧٦):=