للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وذهب الطحاوي في "شرح المعاني" (٣/ ٨)، رقم (٤٢٥٤) ومَنْ على مذهبه إلى تعليل الحديث بما أخرجه أحمد (٤٠/ ٢٤٣)، رقم (٢٤٢٠٥)، والبخاري في "الأوسط" (٣/ ٢٢٥) و"الكبير" (٤)، رقم (٣٨ - ٣٩)، رقم (١٨٨٨)، والدوري في "تاريخه" (٣/ ٨٦)، رقم (٣٦١)، والطحاوي وغيرهم من رواية إسماعيل ابن علية عن ابن جريج، أنه قال: "فلقيت الزهري فسألته عنه فلم يعرفه".
وهذا أعله الإمام أحمد وابن معين والدارقطني وغيرهم من الأئمة بعدة أمور:
١ - بتفرد ابن علية به، وسماعه عن ابن جريج ليس بذاك، وإنما سمع منه بالبصرة، وكان ابن جريج بها أيامًا، ثم لما ذهب إلى مكة ليعرض سماعه على ابن جريج لم يدركه، فعرض حديثه على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فصححه له من كتابه، ورواية عبد المجيد لهذا الحديث عند أبي عوانة (٣/ ١٩)، رقم (٤٠٣٩) وليس فيها هذه الزيادة.
٢ - أن ابن جريج له كتب مدونة، وليس فيها هذه الحكاية. قاله الإمام أحمد.
٣ - أنه على القول بثبوت الحكاية عن ابن جريج، فإنه يحمل على أنه من باب "من حدث ونسي"، وقد نسي الزهري غير حديثٍ، وغيره من الثقات أيضًا، ولم يعل ذلك تلك الروايات، إذ كان من روى عنهم ثقةً، بل صار بعضهم يحدث به عمن رواه عنه عن نفسه عن شيخه، وله أمثلة. قاله ابن معين وغيره.
٤ - أن سليمان بن موسى توبع عليه من حجاج بن أرطاة وجعفر بن ربيعة عن الزهري، وكذا من طرق عن عروة به، وهذه الطرق وإن كانت لا تخلو من ضعفٍ فإنها يقوي بعضها بعضًا، وتقوي جانب سليمان بن موسى الأشدق. وهذا قاله الترمذي والدارقطني والبيهقي وغيرهم.
وقد لخصها القرطبي في "المفهم" (٤/ ١١٦ - ١١٧) بقوله: "هذه أحاديث مشهورة صحيحة عند تحقيق النظر فيها، ولا يلتفت إلى شيء مما ذكر فيها، كما ذكر من أن حديث عائشة تفرد به سليمان بن موسى الأشدق؛ فإنه إمام ثقة، ولم يكن في أصحاب مكحول أحفظ منه. قال البزار: "هو أحفظ من مكحول، وأجل من ابن جريج"، وكما قيل عن ابن جريج: أنه سأل ابن شهاب عن هذا الحديث فأنكره. وهذا لا يلتفت إليه؛ لأن هذه الحكاية أنكرت على ابن علية، وهو الذي أوردها، ولو صحت، فلم ينكر ابن شهاب الحديث إنكار قطع بتكذيبه، بل إنكار ناسٍ، والراوي عنه ثقة إمام جازم بالرواية، فينبغي للزهري أن يقول: حدثني فلان عني بكذا، كما قد حكي عنه: أنه قال في مثل هذا: حدثني مالك عني. وكل هذا نسيان، وليس بِدْعًا في الإنسان".
وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (٥/ ٣٤٥): "أجمعوا أن السلطان ولي من لا ولي له". =

<<  <  ج: ص:  >  >>