للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى صفوفِ أهل القيامةِ، فمَنْ صَنَعَ إليكم مَعْروفًا فأوْرَدُوه الجنة. قال: فجَعَلَ يجتمع على الرجل كذا وكذا من الناس، فيقول له الرجل منهم: ألم أكسُكَ؟! فيُصَدِّقُه، فيقول له الآخر: ألم أكلِّم لك؟! قال: ولا يزالون يخبرونه بما صنعوا إليه وهو يُصَدِّقُهم بما صَنَعُوا إليه، حتى يَذهَبَ بهم جميعًا فيُدْخِلُهم الجنةَ، فيقول قومٌ -لم يكونوا يصنعون المعروفَ-: يا ليتنا كنا نَصْنَعُ المعروفَ حتى ندخلَ الجنةَ".

وبسندٍ واهٍ عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رفعه: "إنَّ للمساكين دولةً" قيل: يا رسولَ الله وما دولَتُهُم؟ قال: "إذا كان يوم القيامة قيل لهمِ: انظروا مَنْ أطْعَمَكُم في الله تعالى لُقمَةً أو كسَاكُم ثوبًا، أو سَقَاكُم شَرْبَةً، فأدخِلُوه الجنةَ" (١).

وكلُّ هذا باطلٌ، كما بيَّنتُه في بعضِ الأجوبةِ (٢).

وسبَقَ الذَّهبيُّ (٣)، وابنُ تيميةَ (٤)، وغيرُهما (٥) للحكمِ بذلك.


(١) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٣٤٧) حدثنا الحسين بن عبد الغفار الأزدي بمصر، حدثنا موسى بن محمد الرملي، حدثنا أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران … به فذكره. وقال: وهذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإسناد؛ يرويه عن أبي المليح موسى بن محمد، وأبو المليح لا بأس به.
وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٤/ ٩٩).
والحسين بن عبد الغفار الأزدي؛ قال الدارقطني: هذا آية، متروك، كان بلية. "سؤالات السهمي" (ص ١٥٧ رقم ٣٠٤)، وقال ابن عدي: وقد حدث بأحاديث مناكير. "الكامل" (٢/ ٣٦٧) وموسى بن محمد بن عطاء أبو الطاهر المقدسي الرملي؛ قال موسى بن سهل الرملي وأبو حاتم وأبو زرعة: كان يكذب. "الجرح والتعديل" (٨/ ١٦١ رقم ٧١٥).
فالإسناد ساقطٌ، والحديثُ موضوعٌ.
(٢) "الأجوبة المرضية" (٢/ ٧٤٨ رقم ١٩٣).
(٣) حيث ساق الحديث في ترجمة موسى بن محمد بن عطاء الدمياطي في "الميزان" (٤/ ٢١٩ رقم ٨٩١٥) ثم قال: هذا موضوع.
(٤) أورده شيخ الإسلام ابن تيمية في "أحاديث القصاص" (رقم ١١)، وقال في "مجموع الفتاوى" (١٨/ ١٢٣): كذبٌ لا يُعرف في شيءٍ من كتب المسلمين المعروفة.
(٥) كابن القيم في "المنار المنيف" (ص ١٤٠ رقم ٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>