للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوشكون أن يكونوا كبار آخرين، قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا كبار آخرين (١).

ومن جهة يحيى بن أيوب، عن هشام بن عروة، قال: كان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر وستكونون كبارًا، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم ويحتاجوا إليكم، فوالله ما يسألني الناس حتى لقد نسيت (٢).

وعند ابن عبد البر من طريق عثمان بن عروة عن أبيه، أنه كان يقول لبنيه: يا بني! أزهد الناس في عالم أهله، فهلموا إلي فتعلموا مني، فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم، إني كنت صغيرا لا يُنْظَر إلي، فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألوني، وما شيء أشد على امرئٍ من أن يُسأل عن شيء من أمر دينه فيجهله (٣). ولبعضهم (٤) مما هو شبيه بهذا:

قل لمن لا يرى المعاصر شيئًا … ويرى للأوائل التقديما

إن ذاك القديم كان جديدًا … وسيغدو هذا الجديد قديما


(١) أخرجه ابن سعد (٤/ ١٩٢ - ١٩٣)، رقم (٥٣٤١)، والبيهقي في "المدخل" (٢/ ١٥٤)، رقم (٦٣١)، والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (١٢٩)، وإسناده صحيح متصل. والله أعلم.
(٢) رواه البيهقي في "المدخل" (٢/ ١٥٥ - ١٥٦)، رقم (٦٣٣)، وأيضًا: "١/ ٣٧٤ - ٣٧٥"، رقم (٤١٥)، والدارمي (٥٧١)، والفسوي (١/ ٥٥١)، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص ١٩٤)، وابن عساكر (١٣/ ٩١ - ٩٢) من طرق صحيحة عن هشام به، ولفظ الدارمي والفسوي مختصر. والله أعلم.
(٣) أخرجه ابن عبد البر في "جامع العلم" (ح ٤٨٧)، وفي إسناده مقال، لكونه من حديث إسماعيل بن عياش عن غير أهل الحجاز، وفي حديثه عن غير أهل بلده ضعف واضطراب، ولكنه توبع هنا متابعة قاصرة عن هشام بن عروة عن أبيه، كما تقدم آنفًا، وفي لفظ الدارمي له: " .. تعلموا، فإن تكونوا صغار قوم فعسى أن تكونوا كبار آخرين، وما أقبح على شيخ يسأل ليس عنده علم".
(٤) هما لأبي عبد الله محمد بن شرف القيرواني (ت ٤٦٠ هـ) في أوائل "مسائل الانتقاد" له (ص)، وقبله كلام نفيس في النقد، ونقل الزبيدي في "تاج العروس" (١/ ٩٣) نحوه عن شيخه عبد الله بن عبد الله بن سلامة الأدكاوي المصري الشافعي الشهير بالمؤذن (ت ١١٠٤ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>