وأما عبد الله بن أبي الجوزاء: فلم أقف على ترجمته، ولا على ذكره في كتب الرجال، وليس هو أبا الجوزاء الذي روى الإمام أحمد في "المسند" (٢١٢٨٥) من طريقه حديثًا عن أبي بن كعب ﵁، وحكم الحسيني بجهالته في "الإكمال" (١٠٤٨)، ونقل ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (٢/ ٤٣٠)، رقم (١٢٥٠) عن الأزدي، أنه قال فيه: "متروك"، ثم ذهب إلى أنه عبد الله بن الفضل - يعني: الهاشمي، من رجال "التهذيب"، بدليل رواية عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (٣٥/ ٢٠٨)، رقم (٢١٢٨٦)، للحديث نفسه من طريق معارك بن عباد -وهو ابن عبد الله القيسي- عن عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي الجوزاء عن أُبَيٍّ ﵁. وهذا الأمر لا يمكن الركون إليه؛ لأن معارك بن عباد متروك، منكر الحديث -كما في "التاريخ الأوسط" (٤/ ٦٧٨)، رقم (١٠٥٤) و"الكبير" (٨/ ٢٨)، رقم (٢٠٣٩)، و"الكامل" (٦/ ٤٥١)، رقم (١٩٣٣) - وروى البخاري -ومن طريقه ابن عدي- عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن معارك بن عباد قال: حدثنا الفضل ابن أبي الجوزاء عن عكرمة عن ابن عباس ﵁ قوله. فهذا قول آخر في تسمية شيخ معارك، وهو متروك في نفسه. وكلام الحافظ ابن حجر يوهم أمرًا آخر، وهو أن أبا الجوزاء هو عبد الله بن الفضل، وليس كذلك في رواية معارك، بل عبد الله بن الفضل -والذي سمي في رواية "المسند" الأولى "أبو الفضل"- يروي عن عبد الله بن أبي الجوزاء -والذي سمي في الرواية الأولى: "أبو الجوزاء"- فهما شخصان في هاتين الروايتين، وشخص واحد في رواية البخاري. وذهب محققو "المسند" إلى أن "أبا الجوزاء" هذا هو أوس بن عبد الله الربعي البصري، ولم يسمع من أُبَيٍّ ﵁، فيما قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٤). وهناك احتمال آخر، وهو أن يكون تصحف من عبيد الله بن أبي الجوزاء، وهو =