للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه عثمان الدارمي في "الأطعمة" من حديث يعقوب بن الوليد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، أن النبي كان يأكل الطبيخ بالرطب (١)، إلى غيرها من الروايات (٢).

وبالجملة فقد ثبت الحديث أيضًا بتقديم الطاء على المبالغة في البطيخ وهي لغة حكاها صاحب "المحكم" (٣).

فائدة: قد مضى التنصيص على حكمة ذلك، وأما كيفية ما كان يفعل؛ فيروى في حديث عن أنس، أنه كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه. أخرجه الطبراني في "الأوسط"، وأبو الشيخ في "الأخلاق النبوية"، وأبو عمرو النوقاتي في "البطيخ" (٤).


= "الخربز" فارسية، بمعنى الشمام، إلا أنه ورد في معجم "عميد" الفارسية (٢/ ١٠٠٢ - حرف: خ)، أنها قد تستعمل في البطيخ الأخضر أيضًا. وهذا يلين رأي من استدل بهذه اللفظة -كالحافظ ابن حجر في "الفتح" (٩/ ٥٧٤)، وتبعه عليه آخرون- لكون الأصفر الموسوم بالشمام هو المقصود في الحديث، بينما التعليل في الحديث ببرودة البطيخ يرد ذلك، ومن ذا يظهر أيضًا أنه لا داعي لما ذهب إليه الألباني في "الصحيحة" (٥٨) من الجمع بحمل الحديثين على حدثين مختلفين. والله أعلم.
(١) أخرجه ابن ماجه (٣٣٢٦)، والطبراني في "الكبير" (٦/ ١٦٢)، رقم (٥٨٥٩) وعلي بن عمر الحربي في "الفوائد" (٥٨) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي " (ص ١٨٦)، وابن عساكر (٤/ ٢٤٦) وغيرهم من طرق عن يعقوب بن الوليد المدني به، بلفظ: "البطيخ". قال ابن شاهين: "تفرد به يعقوب بن الوليد". وهو أبو يوسف الأزدي المديني نزيل بغداد، والحديث بهذا الإسناد باطل من وضعه كما في "العلل" لأحمد (١٣٠٥، ٣٥١٨)، وابن أبي حاتم (١٥١٥) وغيرهما من مصادر ترجمته، وتقدمت (ح ٣٢٩).
(٢) والحديث يرويه عن هشام بن عروة كذلك قيس بن الربيع والهيثم بن جميل وغيرهما، ويروى عن جابر -عند أبي الشيخ في "أخلاق النبي " (ص ١٨٦) - بإسناد فيه ضعيف ومبهم.
(٣) "المحكم" لابن سيده (٥/ ١٢٧ ط ب خ)، قال: "لغة في البطيخ مقلوبة".
(٤) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٨/ ٤٤)، رقم (٧٩٠٧) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي " (ص ١٨٦)، والدارقطني في "العلل" (١٢/ ٢١٥)، رقم (٢٦٣٦)، والحاكم (٤/ ١٢١) وغيرهم، وفيه يوسف بن عطية الصفار البصري، وهو متروك ["التقريب" (٧٨٧٣)]، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ٤٨)، وضعف إسناده ابن حجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>