للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولأبي يعلى في "مسنده" من حديث عباد بن كثير، عن ثابت، عن أنس، قال: "كان النبي إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائبًا دعا له، وإن كان شاهدًا زاره، وإن كان مريضًا عاده" وذكر حديثًا (١)


= وتركيب الأسانيد، كما تقدم (ح ٣٧٨)، وانظر: "تاريخ دمشق" (٧١/ ٢٦٨ - ٢٧٠)، رقم (٩٧٠٤).
(١) أخرجه أبو يعلى (٦/ ١٥٠ - ١٥١)، رقم (٣٤٢٩)، في حديث موضوع، واختصره عنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي " (ص ٤٤٦)، ومن هذا الوجه رواه الأصبهاني في "الترغيب" (٣/ ٨٥)، رقم (٢١٢٢).
وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٣/ ٢٠٦ - ٢٠٧) من طريق محمد بن عبد الملك بن بشران عن ابن شاهين، ثم من حديث خالد بن الهياج، حدثنا أبي، عن عباد بن كثير، عن ابن لأبي أيوب، عن أبيه عن جده -يعني: أبا أيوب الأنصاري -، وعن أبيه عن أنس .
وعلقه في "اللآلي المصنوعة" (٢/ ٣٣٦) عن ابن شاهين به.
قال ابن الجوزي: "موضوع، والمتهم به عباد بن كثير؛ قال أحمد: روى أحاديث كذب لم يسمعها … "، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٩)، رقم (٣٧٦١)، وأنه متروك، وقال الحافظ في "المطالب العالية" (١١/ ١٢٥)، رقم (٢٤٧٤): "أول الحديث بمعناه في الصحيح وليس بسياقه، ومن سؤال عمر إلى آخره، تفرد به عباد بن كثير، وهو واه، وآثار الوضع لائحة عليه". وبه قال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (١/ ١٩٤)، رقم (٨٩٧)، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (الطب، الفصل الأول، ٢/ ٢٥٢ - ٣٥٣، ح ٥)، والألباني في "الضعيفة" (١٤٥).
قلت: وإسناد ابن الجوزي فيه أربع علل أخرى:
١ - ٢: ابن أبي أيوب الأنصاري، وابنه مبهمان، لا يعرف لهما اسم ولا أثر.
٣ - الهياج بن بسطام الهروي: تركه أحمد وابن معين وصالح بن محمد الحافظ وأبو داود وابن حبان والدارقطني وغيرهم، وعليه مشى الحافظ في "التلخيص الحبير" - قرطبة (٢/ ١١٤)، رقم (٦٢٥)، (٤/ ٣١٧)، رقم (٢٥٢٦)، وقال أبو حاتم الرازي: "يكتب حديثه، ولا يحتج به"، واكتفى النسائي والذهبي وغيرهما بمطلق تضعيفه، وأثنى عليه جرير بن عبد الحميد، ووثقه مكي بن إبراهيم البلخي وصدقه، وكذا وثقه يحيى بن أحمد بن زياد الهروي -تلميذ ابنه خالد-، ومحمد بن نعيم الضبي، وذهبا إلى أنه لا ذنب لهياج فيما روي عنه من المناكير، وإنما الذنب لابنه خالد، وعليه الحمل فيها، وهذا مقارب جدًّا، فإن عامة تلك المناكير يتفرد بها ابنه خالد عنه، وهو قد اتهم في روايته عن غير أبيه أيضًا، فهو أولى أن يحمل عليه، وعليه قال الحافظ =

<<  <  ج: ص:  >  >>