للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال إسماعيل الصابوني (١): وبلغني أنه قيل له ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية! ففعل. انتهى (٢).


= من طرق عن علي بن أبي علي اللهبي به. ولفظ ابن عدي: "إن العين لتورد المرء القبر والجمل القدر، وإن أكثر هلاك أمتي في العين -أو النفس-"، قال: أشك فيهما. وهو عند شكر الحافظ "العين" دون شك، والجملة الأخيرة عندهما فقط. وللقضاعي في أوله: "والذي نفسي بيده"، وكلمة "حق" لم يأت إلا عند شكر الحافظ.
وحكم ابن حبان وابن عدي بأنه غير محفوظ عن ابن المنكدر، وآفته اللهبي هذا. والله أعلم.
(١) لم يتبين لي من هو، وليس بأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر شيخ الإسلام الصابوني النيسابوري الواعظ، الملقب بـ "شيخ الإسلام" (٣٧٣ - ٤٤٩ هـ)، فذاك متأخر، وهذا القول حكاه الديلمي عن أبي نعيم، عن أبي نعيم بن عدي الجرجاني أنه قال ذلك، وفيه أن إسماعيل الصابوني هو الذي قال هذا الكلام لـ "شعيب بن أيوب"، كما سيأتي بنصه. والله أعلم.
(٢) لم أقف على هذا الكلام في "الحلية"، وهو كثير السقط والتصحيف، وقد نقل الديلمي (٢/ ٢٥٦/ ب) هذا الحديث عن أبي نعيم في "الحلية"، فقال: قال أبو نعيم: قال عبد الملك بن محمد بن عدي الحافظ الجرجاني: "هذا حديث يعرف بـ "علي بن أبي علي اللهبي، عن محمد بن المنكدر"، ولا يعرف عن سفيان الثوري، وإنما تفرد به شعيب عن معاوية بن هشام، فبلغني أنه قيل لشعيب: "ينبغي أن تمسك عن هذه الرواية"، فأمسك، قاله ذلك إسماعيل الصابوني". وعند الزركشي في "التذكرة" (الطب، ص ١١٣): "قال ابن عدي الحافظ: هذا الحديث يعرف بعلي بن أبي علي الكعبي، ...... ، قال ذلك لاسماعيل الصابوني"، فلعل المؤلف نقله بواسطة الزركشي بتصرف.
ونقل الديلمي إن كان محفوظًا -لاحتمال الوهم في "قال" الثانية-، فهو منقطع بين أبي نعيم الأصبهاني (٣٣٦ - ٤٣٠ هـ)، والحافظ أبي نعيم بن عدي الجرجاني (٢٤٢ - ٣٢٣ هـ)، وقد أسند الخطيب في "تاريخ بغداد" (٩/ ٢٤٤) الحديث من طريق أبي نعيم بن عدي الحافظ، عن شعيب بن أيوب الصريفيني بإسناده، ثم قال: "قال أبو نعيم: وحديث سفيان هذا عن محمد بن المنكدر، يقال: إنه غلط، وإنما هو عن معاوية عن علي بن علي عن ابن المنكدر عن جابر ". وحكم الذهبي عليه بالنكارة، كما تقدم. وأما الشيخ الألباني فقال في "الصحيحة" (١٢٤٩) إلى تحسينه بظاهر الإسناد، والعلة بيِّنةٌ كما تقدم. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>