للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومما جرب لمنع الإصابة من العين: تعليق خشب السبِسْتان (١) وهو شجر الْمُخَيَّط، وكذا بلغني عن الولي ابن العراقي (٢) أنه لم يكن يفارق رأسه واقتفيت أثره فيه (٣).


= "المشكل" (٧/ ٣٣٤ - ٣٣٥)، رقم (٢٨٩٥)، وابن حبان (٦١٠٥) وغيرهم - عن محمد بن أبي أمامة، عن أبيه به نحوه، وفيه الأمر بالوضوء، دون بيان صفته، وهو على ما فسر في رواية ابن عيينة وغيره.
ومما تقدم يتجه أن صفة الغسل في الحديث إما مرسل عند الزهري بإجماله -كما وقع في رواية مالك وغيره-، ويحتمل الوصل بالإسناد المذكور أيضًا، وإما هو من رواية الزهري عن مشايخه من العلماء، وهذا هو التفصيل الذي ورد في رواية من تقدم ذكرهم، وعليه كان الإمام أحمد يرجح روايات عقيل ويونس في السياقات الطويلة، حيث يقول في "العلل" (٢/ ٣٤٨)، رقم (٢٥٤٣): "أصحاب الزهري لكل واحد منهم علة، إلا أن يونس وعقيلًا يؤديان الألفاظ، وشعيب بن أبي حمزة، … ومالك أثبت في كل شيء، … "، وقد استدل مسلم في "التمييز" (ص ١٥٥ - ١٥٧، ح ١٠٩ - ١١٠) بمثل هذا التفصيل لترجيح رواية غير مالك عليه، وهنا لم يرد تفصيل الغسل بإجماله الأول مرفوعًا إلا من رواية معمر وسفيان وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وغير الثلاثة لا يسنده إجمالًا، ولا تفصيلًا، ومن فصل فيها ذكره عن الزهري عن علمائهم، كما تقدم. والله أعلم.
ثم إن معمرًا زاد في حديثه ذكر حسو المعين منه -وهو الشرب- على التوهم والحسبان - كما ذكر، ولم يرد عند غيره، وإنما ذكره شعيب بن أبي حمزة ويحيى بن سعيد الأنصاري في التفصيل الذي روياه عن الزهري عن العلماء. والله أعلم.
(١) في (أ): "السبسبَان" بالبائين، وهو خطأ، والتصويب من: "ز، م، د" وغيرها، وكتب اللغة.
و"سِبِستان" -بكسرتين-: فارسية، وهو شجر المخيط -مثل جميز وقبيط-، ويقال له أيضًا: "المخاطة" -كثمامة-، وشجرة الحر، وهو شجر يثمر ثمرًا لزجًا يؤكل، تعرف بأطباء الكلبة، شبهت بها، وأصلها بالفارسية "سك ستان"، فـ "سك": الكلب، و"ستان" الطبيب. ويعني: الدافع والمضاد للكَلَبة، والله أعلم. انظر: "القاموس المحيط" (ص ٦٨٧)، "تاج العروس" (٤/ ٥٤٦)، (٢٠/ ٩٣ - ٩٤)، "المعجم الوسيط" (٢/ ٨٥٧).
(٢) هو: ولي الدين أبو زرعة أحمد بن الحافظ الشهير زين الدين أبي الفضل العراقي (٦٦٢ - ٧٢٦).
(٣) ما ذكره المؤلف: نوع من التميمة المحرمة شرعًا، وهو زلة عالم -عفا الله عنهما-، ولعل لهما تأويلًا، أو شبهة يعذرهما الله بذلك، والتبرك بالشجر وما أشبهه، وكذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>