للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة (١):

غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة … فإن زاد شيئًا عاد ذلك الغنى فقرا (٢)

وأنشد يعقوب بن إسحاق الكندي (٣) لنفسه:

أناف الدنايا على الأرؤس … فغَمِّض جفونَك أو نَكِّسِ

وضائلْ سوادَك واقبض يديك … في قعر بيتك فاستحلِسِ

وعند مليكك فابغِ العلو … وبالوحدة اليوم فاستأنِسِ

فإن الغنى في قلوب الرجال … وإن التعزز للأنفُسِ

وكأين ترى من أخي عُسْرةٍ … غَنِيٍّ وذي ثَرْوةٍ مُفلسِ

ومن قائمٍ شخصُه ميتٍ … على أنه بعدُ لم يُرْمَسِ (٤)


(١) هو: سالم بن وابصة بن معبد الأسدي الرقي -واليها ثلاثين سنة-: من مواليد عهد عمر ، وذكره بعضهم في الصحابة لمراسيل رويت عنه، فجهَّله، وهو تابعي معروف، والصحبة لأبيه، وهو غير مشهور. انظر: "تاريخ دمشق" (٢٠/ ٨١ - ٨٧)، رقم (٢٣٧٢)، "الإصابة" (٤/ ١٨٥ - ١٨٧)، رقم (٣٠٦٣).
(٢) أورده أبو علي القالي في "الأمالي" (٢/ ٢٢٤)، وذكر أنه قرأها على أبي بكر بن دريد، فقال: هي لسالم بن وابصة، ولفظه لديه:
غنى النفس ما يكفيه من سد خلة … وإن زاد شيئًا عاد ذاك الغني فقرا
وبهذا اللفظ نسبه إليه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص ٩٣)، والواحدي في "شرح ديوان المتنبي" (١/ ٣٥٢)، وأبو عبيد البكري في "سمط اللآلي" (١/ ٨٤٤) وغيرهم، ونسب لغيره اقتباسًا، كما في "عيون الأخبار" (٣/ ١٩٢)، و"المجالسة" للدينوري (٧/ ١٤١)، رقم (٣٠٤٠)، (٨/ ١٦٨)، رقم (٣٤٧١).
(٣) هو: يعقوب بن إسحاق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل بن محمد بن الأشعث بن قيس أبو يوسف الكندي الكوفي الفيلسوف (ت ٢٥٥، فما بعد)، وجده الأشعث بن قيس صحابي، وأبوه من أمراء الرشيد، وكان الفيلسوف متهمًا في دينه، ساقطًا في مروئته، ماهرًا في الطب والفلسفة والهندسة وعلوم الأوائل. انظر: "عيون الأنباء" (ص ٢٨٥ - ٢٩٣)، "سير النبلاء" (١٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨)، رقم (١٣٤)، "الوافي بالوفيات" (٢٨/ ٧٩)، "اللسان" (٨/ ٥٢٧)، رقم (٨٦٣٢)، "معجم المؤلفين" (١٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥).
(٤) ذكره ابن أبي أصيبعة الخزرجي في "عيون الأنباء" (ص ٢٨٨ - ٢٨٩) عن أبي أحمد العسكري في "الحكم والأمثال" له، بإسناده إلى الكندي، وذكره الصفدي في "الوافي بالوفيات" (٢٨/ ٧٩ - ٨٠) دون النسبة للعسكري، وعندهما: "أناف الذنابى … "، =

<<  <  ج: ص:  >  >>