وهذا الوجه الصواب أعل بابن جابر بن عتيك المبهم، حيث إنه دائر بين ثلاثة: ١ - عبد الملك بن جابر: وهو ثقة، كما في "التقريب" (٤١٦٩). ٢ - وعبد الرحمن بن جابر: وهو مجهول، كما في "التقريب" (٣٨٢٦). وهما ولدا جابر بن عتيك بن قيس بن هيشة المعاوي الأوسي ﵁. وبه توهمه المزي، فقال في "التهذيب" (٣٤/ ٤٢٩)، رقم (٧٧١٧): "إن لم يكن عبد الرحمن بن جابر بن عتيك، فهو أخ له"، وفي "التقريب" (٣٨٢٦، وص: ٦٠٧): "هو عبد الرحمن، أو أخ له لم يسم". وجعله ابن القطان في "بيان الوهم" (٤/ ٤١٦)، رقم (١٩٨٩) دائرًا بين عبد الرحمن وعبد الملك، فضعف به الحديث. ٣ - وأبو سفيان بن جابر: وبه قال ابن حبان في "الصحيح" -وتابعه عليه العيني في "عمدة القاري" (٢٠/ ٢٠٦)، وسكت عنه ابن دقيق العيد في "الإلمام" (٢/ ٤٦٦)، رقم (٩٠٩) -، وصحح إسناده ابن حبان والحاكم. وهذا لم أقف عليه في "الثقات" لابن حبان، وذكره في ترجمة أبيه (٣/ ٥٢)، ونسب أباه: "جابر بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك الأشهلي"، وبه نسب (٣/ ٢٢٦) "عبد الملك بن جابر بن عتيك" أيضًا، وباب جابر بن عتيك ومن ينسب إليه يختلف فيه، وهو بحاجة للتحرير. والله أعلم. ومن أجل جهالة تعيين ابن جابر بن عتيك المذكور ضعف إسناده ابن القطان في "بيان الوهم"، والألباني في "صحيح سنن أبي داود" (٢٣٨٨) و"الإرواء" (١٩٩٩)، وشعيب الأرنؤوط في تعليقيه على "مسند أحمد" و"صحيح ابن حبان"، وغيرهم، ثم حسنه الأخيران بشاهده المتقدم من حديث عقبة بن عامر ﵁. وأما قول الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (٢/ ١٢٧)، رقم (١٠٣٦): "إسناده صحيح"، فلعله يعني: إلى من علقه عنه، وهو محمد بن إبراهيم التيمي، والإسناد إليه ثقات، والعلة في جهالة التعيين فوقه، ويمكن أن يكون تبع فيه ابن حبان، وقد تقدم أنه جعله في "التقريب" -تبعًا للمزي- دائرًا بين مجهول ومبهم لم يسم. والله أعلم. وأما حديث أبي هريرة ﵁: فرواه ابن ماجه (١٩٩٦) عن محمد بن إسماعيل -وهو الأحمسي- عن وكيع، عن شيبان أبي معاوية النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، =