وممن فرّق بينه وبين الثقفي ابن حبان في "المجروحين" (٢/ ١٦٠)، وقد دلّل على ذلك فقال: والدليل على أن عباد بن كثير الرملي ليس بعباد بن كثير الذي كان بمكة أن يحيى بن يحيى روى عنه، ويحيى لم يلحق الثوري، وعباد بن كثير الذي كان بمكة مات قبل الثوري ولم يشهد الثوري جنازته، ويحيى بن يحيى في ذلك الوقت كان طفلًا صغيرًا، فهذا يدلك على أنهما اثنان ليسا بواحد. وفرق بينهما قبله ابن أبي حاتم في: "الجرح والتعديل" (٦/ ٨٥)، والسمعاني في "الأنساب" (٤/ ١٢٠)، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (٢/ ٣٧٢). وعباد بن كثير الثقفي أضعف بكثير من عباد الرملي، فالأول متروك الحديث كما قاله جمع من الأئمة، منهم يحيى بن معين: ضعيف ليس بشيء. وقال البخاري: تركوه .. وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه. ومرة: واه. وقال ابن حجر: متروك؛ قال أحمد: روى أحاديث كذب. انظر: "التاريخ الكبير" (٦/ ٤٢)، "أجوبة أبي زرعة" للبرذعي (٢/ ٣٨٥)، "الجرح والتعديل" (٦/ ٨٤)، "التقريب" (ص ٤٨٢). والآخر الرّملي الفلسطيني ضعيف أيضًا، لكنه لم يترك، وسيأتي الكلام عليه. (١) ورواه أيضًا أبو نعيم في "الحلية" (٧/ ١٢٦)، وابن الأعرابي في "معجمه" (٢/ ١٥)، (ح ١١٦٧)، والبيهقي في "الكبرى" (٦/ ١٢٨)، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص ١٠٦) كلهم من طريق عباد بن كثير به مرفوعًا … قال البيهقي: تفرد به عباد وهو ضعيف. ومثله لا يحتمل تفرده؛ وهو آفة هذا الحديث؛ وهو من الأحاديث التي أنكرت عليه حتى قالوا في ترجمته هو صاحب حديث: "كسب الحلال … ". وإليك بيان حاله من أقوال الأئمة وحكمهم على الحديث: قال ابن معين فيه: ثقة، ومرة قال: لا بأس به. وقال ابن المديني: ثقة لا بأس به. وقال أحمد: حديثه ليس بذاك. وقال البخاري: فيه نظر. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن أبي حاتم: ضعيف الحديث. انظر: "تاريخ ابن معين" للدوري (٤/ ٤٦١)، "التاريخ الكبير" (٦/ ٤٢)، "الجرح والتعديل" (٦/ ٨٥)، "الكاشف" (١/ ٥٣١)، "بحر الدم" (١/ ٨٣)، "ميزان الاعتدال" (٢/ ٣٧٠). وانتهى الحافظ ابن حجر إلى أنه ضعيف كما في "التقريب" (ص ٤٨٢). =