للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال السُّهَيليُّ: إنَّ في إسنادِهِ مَجاهيل.

وقال ابنُ كثير (١): إنه حديثٌ منكرٌ جدًّا، وإنْ كان ممكنًا بالنظرِ إلى قدرةِ الله تعالى، لكنَّ الذي ثَبَتَ في الصحيحِ يُعارِضُه (٢).

وفي "الوسيط للواحدي" (٣) عند قولِهِ تعالى: ﴿وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ﴾ [البقرة: ١١٩] قال: قرأ نافع: تَسْألْ -بفتح المثناة الفوقية وجزم اللام- على النهي للنبي ، وذلك أنه سأل جبريلَ عن قبرِ أبيه وأمِّهِ، فدَلَّه عليهما، فذهبَ إلى القَبرَينِ ودعا لهما (٤)، وتمنَّى أنْ يَعرِفَ حالَ أبويه في الآخرة، فَنَزلتْ.

وما أحسنَ قول حافظِ الشامِ ابنِ ناصرِ الدين:

حَبَى الله النبيَّ مَزيدَ فَضْلٍ … على فَضْلٍ وكان به رؤوفًا

فأحْيَا أمَّه وكذا أباه … لإيمانٍ به فضْلًا لطيفًا

فسَلِّمْ فالقديمُ بذا قديرٌ … وإنْ كانَ الحديثُ به ضعيفًا


= في المطبوع في دار الصميعي، وقد قام المحقق (د. محمد مطر الزهراني بإلحاق هذا الحديث في الملحق الذي جعله في آخر الكتاب للنصوص التي عُزِيَت للكتاب، ولم يجدها في النسخة التي بين يديه.
(١) لم أجد هذا النص، والذي وجدته في تفسيره (٢/ ٤٢) قوله: والحديث المروي في حياة أبويه ليس في شيءٍ من الكتب الستة ولا غيرها، وإسناده ضعيف والله أعلم. وقال في (٧/ ٢٩٦) -بعد أن ذكر حديثًا غريبًا-: وأغربُ منه وأشدُّ نكارةً ما رواه الخطيب البغدادي في كتاب "السابق واللاحق" بسندٍ مجهول، عن عائشة في حديثٍ فيه قصة: أنَّ الله أحيا أمَّه فآمنتْ ثم عادتْ .. وقد قال الحافظ ابن دِحْيَةَ: هذا الحديث موضوعٌ يرُدُّه القرآن والإجماع، قال الله تعالى: ﴿وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ﴾ [النساء: ١٨].
(٢) وذلك أنه جاء في "صحيح مسلم" (٢٠٣) من حديث أنس: "أنَّ رجلًا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: في النار. فلما قفى دعاه فقال: إنَّ أبي وأباك في النار". وفي "صحيح مسلم" أيضًا (٩٧٦) من حديث أبي هريرة قال: "زار النبي قبرَ أمِّه، فبكى وأبْكى منْ حوله، فقال: استأذنتُ ربي في أنْ أستغفرَ لها فلم يُؤذنْ لي، واستأذنته في أنْ أزورَ قبرها فأذِنَ لي … ".
(٣) "الوسيط" (١/ ١٩٨).
(٤) كلمة (لهما) سقطت من "م".

<<  <  ج: ص:  >  >>