للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم قال: ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش، فقالت له: "يا أمير المؤمنين نهيتَ الناس أن يزيدوا النساء في صَدُقَاتهن على أربعمائة درهم؟. قال: نعم. فقالت: "أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ "، قال: وأيُّ ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ " (١).

قال: فقال: "اللَّهُمَّ غفرًا (٢)، كل الناس أفقه من عمر". قال: ثم رجع فركب المنبر فقال: "أيها الناس إني كنت نهيت أن تزيدوا النساء في صُدُقِهنّ على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب". قال أبو يعلى: وأظنه قال: "فمن طابت نفسه فليفعل". وسنده جيد قوي (٣).

وهو عند البيهقي في سننه (٤) من هذا الوجه بدون مسروق؛ ولذا قال عقبه: "إنه منقطع" (٥). ولفظه: خطب عمر الناس فحمد الله وأثنى عليه،


(١) سبقت الإحالة.
(٢) عند البوصيري كما في "الإتحاف" (٤/ ١٢٥): "عقرًا"، على خلاف ما في "المطالب العالية" وجميع من روى القصة بتمامها، وقد فسّرها البوصيري بقوله: وهو دعاء لا يراد به إيقاع الفعل، معناه: عقر جسدها، وأصابها بوجع في حلقها.
(٣) وكذا حكم عليه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (٢/ ٨٧٣)، وجوّد إسنادَه السيوطيُّ كما في "الدر المنثور" (٤/ ٢٩٣).
لكن الهيثميَّ في "مجمع الزوائد" (٤/ ٥٢١) أشار إلى ضعفه بقوله: وفيه مجالد بن سعيد وفيه ضعف، وقد وُثِّق.
وحَكَمَ عليه البوصيري كما في المجردة (٢/ ٢٢/ أ) نقلًا عن "المطالب العالية" (٩/ ٩٨) بأنه ضعيف الإسناد، وألصق العلةَ بمجالد بن سعيد.
وضعفه قبلهم الدارقطني في العلل، فقول من ضعفه من طريق مجالد هو الصواب، خاصة تراجع عمر، ولفظ الترجمة.
وقال الألباني كما في "الإرواء" (٦/ ٣٤٨): ضعيف منكر.
قلت: فهو ضعيف من قبل الإسناد، وفي متنه نكارة؛ وهي اعتراض المرأة على عمر، وتراجعه عن النهي عن المغالاة. فإن الصحيح عن عمر نهيه عن المغالاة، ولم يصحّ عنه أنه تراجع كما سيأتي.
(٤) الكبرى مع الجوهر النقي (٧/ ٢٣٣).
(٥) لأن الشعبيَّ لم يُدرك عمرَ بنَ الخطاب ، وقد قال الرازيان: "الشعبي عن عمر =

<<  <  ج: ص:  >  >>