للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجُوَيْبرٌ ضعيفٌ جدًّا، والضحَّاكُ، عن ابنِ عباسٍ منقطعٌ.

وقد عزاه الزركشيُّ (١) إلى كتاب "الحجة" لنَصْر المقدسي مرفوعًا، مِنْ غيرِ بيانٍ لسَنَدِهِ ولا صحابيِّه.

وكذا عزاه العراقيُّ (٢) لآدمَ بن أبي إياسٍ في كتاب "العلم والحلم" (٣) بدون بيانٍ، بلفظ: "اختلافُ أصحابي رحمةٌ لأمتي" قال: وهو مرسلٌ ضعيف.

وبهذا اللفظ ذكره البيهقيُّ في "رسالته الأشعرية" بغيرِ إسنادٍ.

وفي "المدخل" له (٤) مِنْ حديثِ سفيانَ، عن أفْلحَ بن حُميدٍ، عن القاسمِ بن محمدٍ قال: "اختلافُ أصحابِ محمدٍ رحمةٌ لعبادِ الله".

ومِنْ حديثِ قتادةَ: أنَّ عمرَ بن عبدِ العزيز كان يقول: "ما سرَّني لو أنَّ أصحابَ محمدٍ لم يَختَلِفوا؛ لأنهم لو لم يَختَلِفوا لم تكنْ رخصةٌ" (٥).

ومِنْ حديثِ الليثِ بن سعدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ قال: "أهلُ العلمُ أهلُ تَوسِعَةٍ، وما بَرحَ المُفتون يَختَلِفون فيُحِلُّ هذا ويُحرِّمُ هذا؛ فلا يَعِيبُ هذا على


(١) "اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة" (ص ٣٨ رقم ٢٣)، ولم أجده في "مختصر الحجة" المطبوع في أضواء السلف.
(٢) لم أجد هذا النقل عن العراقي، والذي وجدته في "المغني عن حمل الأسفار" (١/ ٢٣ رقم ٧٤) قوله: وإسناده ضعيف.
(٣) لعلَّ المقصود: كتاب العلم من "إحياء علوم الدين"، فقد أورده الغزالي فيه.
(٤) لم أجده في "المدخل"، وقد أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٥/ ١٨٩) من طريق قبيصة قال: حدثنا أفلح بن حميد به فذكره. وأخرجه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١١٦ رقم ٧٤٢) من طريق الحسن بن علي بن عفان، حدثنا جعفر ابن عون، أخبرنا أفلح بن حميد فذكره بمعناه.
والإسناد حسن، والله أعلم.
(٥) لم أجده في "المدخل"، وهو عند الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١١٦ رقم ٧٤٤) من طريق معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة به فذكره.
ومعاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري، صدوق ربما وهم. "التقريب" (٦٧٤٢).
وباقي رجاله ثقات. ورواه الخطيب في الموضع نفسه من طريق مطر الوراق وعون ابن عبد الله بن عتبة؛ كلاهما عن عمر بن عبد العزيز به، فإسناده حسنٌ، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>