كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف اللام - ٨٦١ - حديث: لبس الخرقة الصوفية وكون الحسن البصري لبسها من علي. - ج: 4 - ص: 161

ولم ينفرد شيخنا بهذا، بل سبقه إليه جماعة حتى من لبسها وألبسها كالدِّمياطي (١)، والذهبي (٢)، والهَكَّاري (٣) وأبي حَيّان (٤)، والعلائي (٥)

---

= وهو يتكلم عن إسناد الخرقة: " … وفيها -أي: حكاية الخرقة- أن الحسن صحب عليًّا، وهذا باطل باتفاق أهل المعرفة؛ فإنهم متفقون على أن الحسن لم يجتمع بعلي، وإنما أخذ عن أصحاب علي، أخذ عن الأحنف بن قيس، وقيس بن عباد، وغيرهما عن علي، وهكذا رواه أهل الصحيح، والحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وقُتل عثمان وهو بالمدينة كانت أمه أمةً لأم سلمة، فلما قُتل عثمان حمل إلى البصرة وكان علي بالكوفة والحسن في وقته صبي من الصبيان لا يعرف ولا له ذكر".
وكلام ابن دحية صريح في نقل الإجماعٍ حيث قال في كتابه "أداء ما وجب" (ص ٧٩): "ولم يسمع الحسن من علي حرفًا بالإجماع، فكيف يلبسها منه! ".
وللسيوطي مؤلف صغير باسم "إتحاف الفرقة برفو الخرقة" وهو موجود في "الحاوي للفتاوي" (٢/ ٩٦) ذهب فيه إلى إثبات سماع الحسن من علي وأكثر ما عوّل عليه مجرد قرائن كالرؤية والإدراك ثم بيّن أن عدم إثبات سماع الحسن من علي ﵁ يخدش في صحة سند الخرقة!.
(١) عبد المؤمن بن خلف، شرف الدين أبو محمد. له تصانيف متقنة في الحديث والفقه. توفي سنة (٧٠٥) بالقاهرة. "معجم شيوخ الذهبي" (ص ٣٣٦).
الدِّمياطي: بالكسر والسكون وتخفيف التحتية إلى دمياط بلد مشهورة بمصر. وضبطها بعضهم بالذال المعجمة. لب اللباب في تحرير "الأنساب" (١/ ٣٢٣).
(٢) نعم ثبت عنه لبسها كما حكى ذلك هو بنفسه في "سير أعلام النبلاء" (٢٢/ ٣٧٧).
وهو مما يستغرب عن الذهبي ﵀؛ لكن المعوّل على ما ثبت، ولا دليل صحيح على ما ذهب إليه. وكما قال القاري ﵀: ولو ذكره بعض المشايخ، فالمدار على طريق الصحة ومتابعة الكتاب والسُّنَّة، ومجانبة الهوى ومقاربة الهدى والعاقبة للتقوى. "الأسرار المرفوعة" (ص ٢٧٢).
(٣) هو: أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين، الكردي الأصل، الهكَّاري. قال ابن حجر: كان عارفًا بالرجال … موصوفًا بالدين والخير متواضعًا … مات سنة (٧٦٣ هـ). "طبقات الحفاظ" (ص ٥٢٩).
والهكاري: بفتح الهاء والكاف المشددة وفي آخرها الراء.
(٤) محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الأندلسي، الجياني الأصل، الغرناطي المولد والمنشأ، المصري الدار، توفي سنة (٧٤٥ هـ) بمنزله، بظاهر القاهرة ودفن بمقابر الصوفية. انظر: "طبقات الشافعية" (٩/ ٢٧٦).
(٥) خليل بن كيكلدي صلاح الدين العلائي أبو سعيد. وفاته (٧٦١ هـ) "طبقات الشافعية" (١٠/ ٣٥).