كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة - ط الميمنة

حرف الهمزة - ٤٢ - حديث: أخروهن من حيث أخرهن الله. - ج: 1 - ص: 228

قلت: وكذا مَنْ عزاه لدلائلِ النبوةِ للبيهقيِّ مرفوعًا، ولمسندِ رَزِين (١).

ولكنه في "مصنف عبد الرزاق" (٢)، ومِنْ طريقِهِ الطبرانيُّ (٣) مِنْ قولِ ابنِ مسعودٍ في حديث أوله: "كان الرجلُ والمرأةُ في بني إسرائيل يُصلُّون جميعًا" الحديث.

وفي الباب عن أبي هريرة مرفوعًا (٤) في: "خيرُ صفوفِ الرجالِ والنساءِ وشرِّها".

وغيره مِنَ الأحاديث، ولا نُطيلُ بها.

وأشار لبعضِها شيخُنا في "مختصر تخريج الهداية" (٥) (﵀) (٦).

---

(١) قال الزيلعي: حديثٌ غريبٌ مرفوعًا .. قال السروجي في "الغاية": كان شيخنا الصدر سليمان يرويه: "الخمرُ أمُّ الخبائث، والنساءُ حبائلُ الشيطان، وأخِّروهُنَّ منْ حيث أخَّرَهُنَّ الله" ويعزوه إلى "مسند رزين". وقد ذكر هذا الجاهلُ أنه في "دلائل النبوة للبيهقي"، وقد تتبَّعتُه فلمْ أجده فيه، لا مرفوعًا ولا موقوفًا. "نصب الراية" (٢/ ٣٦). وأورده القاري في "الأسرار المرفوعة" (ص ١١١ رقم ١٨)، وقال: قال ابن الهمام: لا يثبت رفعُه فضلًا عن شهرته، والصحيحُ أنه موقوفٌ على ابن مسعود.
ورزين بن معاوية بن عمار أبو الحسن العبدري الأندلسي السَّرَقُسْطي، صاحب كتاب "التجريد للصحاح والسنن" … توفي سنة (٥٣٥ هـ). "سير أعلام النبلاء" (٢٠/ ٢٠٤).
(٢) "مصنف عبد الرزاق" (٣/ ١٤٩ رقم ٥١١٥) من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن ابن مسعود به فذكره موقوفًا.
والأعمش مدلس، لكن عنعنته عن إبراهيم النخعي مقبولة؛ فإنه من شيوخه الذين أكثر عنهم.
(٣) في "المعجم الكبير" (٩/ ٣٤١ رقم ٩٤٨٤)، وإسناده صحيح موقوفًا؛ رجاله رجال الشيخين. وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (٢/ ٨١٩ رقم ١٧٠٠) من طريق الأعمش، عن عمارة -وهو ابن عمير- عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن مسعود موقوفًا فذكره، وقال: الخبر موقوف غير مسند.
وقال الألباني: لا أصل له مرفوعًا .. والموقوفُ صحيح الإسناد، ولكن لا يُحتجُّ به لوقفه، والظاهر أنَّ القصةَ من الإسرائيليات. "السلسلة الضعيفة" (٢/ ٣١٩ رقم ٩١٨).
(٤) رواه مسلم في "صحيحه" (الصلاة، باب تسوية الصفوف وإقامتها رقم ٤٤٠)، وأبو داود في سننه (٦٧٨)، وغيرهم من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
(٥) "الدراية في تخريج أحاديث الهداية" (١/ ١٧١ رقم ٢٠٩).
(٦) زيادة من "م".