وبالجملة فهؤلاء الضعفاء الثلاثة مما يقوي بعضهم بعضًا، فالحديث بمجموع طرقه صحيح. (١) لأنه فرق بين تصحيح متن الحديث والحكم على إسناده، فالسخاوي يرى صحته بتعدد طرقه ومتابعاته وإن كان ضعيف السند؛ فقد تابع ابن منظور عبد الحميد بن سليمان وزمعة متابعة تامة. (٢) "مسند الشهاب" (٢/ ٣١٦)، (ح ١٤٣٩). (٣) الرياني بتخفيف الياء، النسوي، سمع من أبي مصعب وابن زنجويه ومن في طبقتهم، وعنه ابن قانع والطبراني وابن عدي وغيرهم، وثقه الخطيب والذهبي. انظر: "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ٤٣٣). (٤) أحمد بن أبي بكر (القاسم) بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، أبو مصعب الزهري المدني الفقيه، صدوق، عابه أبو خيثمة للفتوى بالرأي. من العاشرة، مات سنة اثنتين وأربعين وقد نيف على التسعين ع. "التقريب" (ص ٨٧). (٥) وأخرجه من هذا الوجه الخطيب في "تاريخه" (٤/ ٩٢) رواه عن شيخه أبي بكر البرقاني: حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن محمد بن المثنى بن حاجب بن هاشم الماليني إملاء من حفظه: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون به. ثم قال الخطيب: "هذا غريب جدًّا من حديث مالك؛ لا أعلم رواه غير أبي جعفر بن أبي عون عن أبي مصعب وعنه علي بن عيسى الماليني وكان ثقة". وقد مر أن أبا جعفر ثقة أيضًا كما في التعريف به، وأبو مصعب المدني صدوق، وشيخ الخطيب البرقاني ثقة ثبت ورع فهم في الحديث كما قال الخطيب في "تاريخه" (٤/ ٣٧٤). فالحديث صحيح. قال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٦٢٣) عقب كلام الخطيب: السند مع غرابته صحيح. (٦) أشار إليه عقب روايته حديث سهل الذي تقدم وهو في "جامعه"، كتاب الزهد عن =