للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المرفوع: "إنما المستريح من غفر له" (١).


= قال ابن رجب معلقًا على هذا الكلام: وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعي خاصة فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة.
انظر: "شرح علل الترمذي" لابن رجب (١/ ٢٩٤).
فالأثر ضعيف للانقطاع، واحتمل الألباني تحسينه من أجل كلام العلماء في احتجاجهم بمراسيل إبراهيم النخعي. انظر: "السلسة الصحيحة" (٥/ ٣١٦).
(١) روي من حديث عروة مرسلًا وخالف بعضهم فوصله عن عائشة مرفوعًا:
رواه أبو داود في "المراسيل" (ص ٣٥٠): حدثنا سليمان بن داود، وأحمد المروزي في كتابه "أخبار الشيوخ وأخلاقهم" (ص ١٧٤) قال: ثنا الوليد بن شجاع، والحارث بن أبي أسامة في "زوائده" للهيثمي (١/ ٣٥٩)، (ح ٢٥٧) قال: ثنا عثمان بن عمر، ثلاثتهم (سليمان والوليد وعثمان) قالوا: أخبرنا ابن وهب: حدثني يونس عن ابن شهاب أن محمد بن عروة أخبره عن عروة قال: توفيت امرأة كان أصحاب رسول الله يضحكون منها، فقال لها بلال: ويحها قد استراحت، فقال له رسول الله : "إنما يستريح من غفر له".
هكذا رووه الجماعة -وهم ثقات- مرسلًا وخالفهم خالد بن خداش فرواه عن ابن وهب به عن عروة عن عائشة. أوردها الدارقطني في "العلل" (١٤/ ١٢١).
وروايته بالوصل شاذة؛ -فهو مع قبوله فإنه يخطئ ويهم- لمخالفته من هو أوثق وأكثر عددًا، فابن خداش وثقه ابن سعد، وضعفه ابن المديني، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال الدارقطني: ثقة ربما وهم. وقال الحافظ: صدوق يخطئ.
انظر: "الجرح والتعديل" (٣/ ٣٢٧)، "تهذيب الكمال" (٨/ ٤٥)، "ميزان الاعتدال" (١/ ٦٢٩)، "التقريب" (ص ٢٨٥).
وعليه فإن حاله كما قال الحافظ صدوق يخطئ ولعل هذا من جملة ما أخطأ فيه، فالمحفوظ رواية الثقات الذين رووه مرسلًا.
وخالفهم أيضًا ابن لهيعة فرواه عن الأسود عن عروة عن عائشة به مرفوعًا.
أخرجها أحمد في "مسنده" (٤١/ ٢٤٠)، (ح ٢٤٣١٧).
وابن لهيعة مر عليه الكلام فيما سبق وهو صدوق سيء الحفظ، فلا تقوى روايته لمعارضة من رواه مرسلًا فإنهم أوثق وأكثر.
ولذا قضى الدارقطني في "العلل" (١٤/ ١٢١) على صحته مرسلًا فقال: والصحيح عن يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن أبيه مرسلًا.
قلت: ورجال المرسل ثقات كما الحافظ في "المطالب العالية" (١٣/ ٧١).
وللترجمة شاهد في صحيح البخاري (٨/ ١٠٧)، (ح ٦٥١٢) من حديث أبي قتادة الأنصاري قال: أَنَّهُ كان يحدث: أن رسول الله مُرّ عليه بجنازة فقال: "مستريح =

<<  <  ج: ص:  >  >>