للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيضًا بسنده إلى ابن خُثَيْم (١) قال: قلت لأبي الطفيل هذه الجمار تُرمى (٢) في الجاهلية والإسلام كيف لا تكون هضابًا تَسُدُّ الطريق!؟ قال: سألت عنها ابن عباس فقال: "إن الله ﷿ وكَّل بها ملكًا فما تُقُبِّل منه رُفِع، وما لم يُتقَبَّل منه تُرك".

ونقل المحب الطبري في "شرح التنبيه" (٣) عن شيخه بشير التبريزي شيخ الحرم ومفتيه (٤) أنه شوهد ارتفاع الحجر عيانًا، واستدل بذلك المحب على صحة الوارد في ذلك (٥)، وهو أحد الآيات الخمس التي بمنى أيام الحج: اتساعها للحجيج مع ضيقها في الأعين، وكون الحدأة (٦) لا تخطف بها اللحم، وكون الذباب لا يقع في الطعام -وإن كان لا ينفك عنه في الغالب


= وأخرجه أيضًا الفاكهي في "تاريخه" (٤/ ٢٩٤) من طريق فطر بن خليفة وعبد الله بن عبد الرحمن النوفلي، والبيهقي في "الكبرى" (٥/ ١٢٨) من طريق أزهر بن سعد السمان ثلاثتهم عن أبي الطفيل قال: سألت ابن عباس … فذكره.
والأثر صحيح رجاله موثقون.
وقد صحح إسناده أيضًا الألباني في "الضعيفة" (١/ ٣٧٤) فقال: أخرجه موقوفًا عن ابن عباس الأزرقي والبيهقي بسند صحيح، فالصواب في الحديث الوقف، ولينظر هل هو في الحكم المرفوع؟ فإنه لم يتبين لي.
قلت: كأن السخاوي يميل إلى أنه في حكم المرفوع؛ لأنه عطف أثر ابن عمر على حديثه المرفوع في الديلمي بقوله: "وكذا أخرجه الأزرق عن ابن عمر" وقد عُلم أنه عند الأزرقي موقوف ليس مرفوعًا. والله أعلم.
(١) تقدم التعريف به عند حديث رقم (٤٣٣).
(٢) سقطت من (ز). وهي مثبتة بالنسختين والمصدر.
(٣) لم أقف على كتابه، وكلامه في "شفاء الغرام" (١/ ٥٩٦).
(٤) بشير بن حامد بن سليمان بن يوسف بن سليمان بن عبد الله الإمام نجم الدين أبو النعمان الجعفري التبريزي، ولد بأردبيل سنة (٥٧٠ هـ) ومات بمكة في ثالث صفر سنة (٦٤٦ هـ). "طبقات الشافعية" (٨/ ١٣٣) و"سير أعلام النبلاء" (٢٣/ ٢٥٥).
(٥) يعني بذلك الأثر الوارد في رفع الحصى.
(٦) بكسر الحاء وفتح الدال على وزن عنبة، طائر خبيث، والجمع بحذف الهاء و: "حِدْآنُ" أيضًا مثل غزلان. انظر: "النهاية" لابن الأثير (١/ ٣٤٩)، "المصباح المنير" (١/ ١٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>