لكن الناظر بين حديث الترجمة وبين ما أشار إليه المؤلف يرى فرقًا في المدلول؛ وإن كانا يشتركان في أجر الجهاد. وحديث جابر أخرجه الطبراني في "الأوسط" -ولم أره عند غيره- (٥/ ١١١)، (ح ٤٨٢٥) من طريق عيسى بن سليمان الدارمي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من رابط يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع خنادق، كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين. وهذا الحديث إسناده ضعيف جدًّا من أجل عيسى الدارمي الجرجانى يكنى أبا طيبة وقد أشار الطبراني إلى تفرده بهذا الحديث، ومثله لا يحتمل تفرده. قال عنه ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، كان رجلًا صالحًا ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب ولكن لعله كان يشبه عليه فيغلط. "الكامل" (٥/ ٢٥٨). وضعفه قبله ابن معين، وقال ابن حبان: يخطئ. انظر: "ميزان الاعتدال" (٣/ ٣١٢)، "الثقات" (٧/ ٢٣٤). فالذي يظهر أن ضعفه شديد لعدم ضبطه الحديث ولذا ضعفه الهيثمي في المجمع به. (٥/ ٥٢٧). (٢) في (ز): "وعن عقبة بن عامر". وحديث عقبة بن عامر أخرجه أحمد في "المسند" (٢٨/ ٥٨٩)، (ح ١٧٣٥٩)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (٢/ ٦٥١)، (ح ٦٢٨)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/ ٣٠٧)، (ح ٨٤٨) كلهم من طرق عن عبد الله بن لهيعة قال: حدثنا مشرح بن هاعان عن عقبة مرفوعًا بلفظ: كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يجري عليه أجر عمله حتى يبعثه الله ﷿. وهذا إسناد حسن من أجل ابن لهيعة ففيه كلام مشهور، لكن رواية العبادلة عنه صحيحة. كما قال عبد الغني الأزدي والساجي. تهذيب التهذيب (٥/ ٣٧٨)، ط. الهندية. وإسناد أحمد والحارث كلاهما عن عبد الله بن يزيد المقرئ وهو أحد العبادلة الذين عناهم الأزدي والساجي. ومع ذلك فللحديث شاهد صحيح يزداد به قوة وهو ما رواه الترمذي في "جامعه" (ص ٣٨٢)، (ح ١٣٦١) من طريق ابن المبارك قال: أخبرنا حيوة بن شريح: حدثني أبو هانئ الخولاني أن عمرو بن مالك الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد مرفوعًا بلفظ: كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطًا في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة. =