ووصل الحديث منكر؛ لأن المخالف لابن وهب فيه ضعف من جهة حفظه؛ وهو عبد الله بن نافع قال البخاري: في حفظه شيء، ومرة قال: يعرف حفظه وينكر، وكتابه أصح. وقال ابن حبان: كان صحيح الكتاب، وإذا حدث من حفظه ربما أخطأ. فالمحفوظ هو الإرسال في الحديث لا الوصل. انظر: "التاريخ الكبير" (٥/ ٢١٣)، "الثقات" (٨/ ٣٤٨)، "تهذيب الكمال" (١٦/ ٢٠٨). وهو ما رجحه الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص ٢٧٦) فقال: "تفرد بهذا الحديث عبد الله بن نافع الصائغ، عن هشام بن سعد وعبد الله ضعيف الحديث، وخالفه غيره فرواه عن هشام بن سعد مرسلًا ولم يسنده؛ وهو المحفوظ عن هشام". ورواه ابن الأعرابي في "معجمه" (١/ ٣٨٦ - ٣٨٧)، (ح ٣٢٣) من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد: نا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة به مرفوعًا. فخالف عبد الله بن عبد العزيز ابن وهب في إسناد هذا الحديث وجعله من مسند أبي هريرة. وعبد الله هذا منكر الحديث؛ قال أبو حاتم: رأيت أحاديثه أحاديثًا منكرة، ولم أكتب عنه، ولم يكن محله عندي الصدق. وقال ابن الجنيد: لا يساوي فلسًا؛ يحدث بأحاديث كذب. انظر كلا القولين في "الجرح والتعديل" (٥/ ١٠٤). فروايته مردودة منكرة أيضًا من هذا الوجه؛ وكما سبق فالمحفوظ هو من رواية عبد الله بن وهب عن هشام عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني مرسلًا. (١) في "الضعفاء" (٤/ ٤٩). (٢) محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، أبو سعد الكوفي، صدوق يخطئ، من السابعة. د. "التقريب" (ص ٨٣٧). في الأصل، و (ز) و (د): "العوقي"، والتصويب من (م). (٣) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، شيخ لمجاهد، مجهول، من الثالثة، وقيل اسمه: عبد الله س. "التقريب" (ص ٨٧٢).