للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وللبيهقي أيضًا (١) من حديث معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ: "من أقال نادمًا أقاله الله نفسه يوم القيامة".

ومن هذا الوجه رواه شيخه الحاكم في "علوم الحديث" (٢) وقال: "لم يسمعه معمر من محمد ولا محمد من أبي صالح" (٣).

وبالجملة فالحديث صحيح كما قدمنا، وكذا صححه ابن حزم (٤).


= الجرح عن أبي حاتم واعتمده ابن حجر في "الهدي" (١/ ٣٨٩) فقال: وهَّاه أبو داود والنسائي والمعتمد فيه ما قاله أبو حاتم.
وإسحاق هذا روى له البخاري في الصحيح، ولامه الأئمة على ذلك.
قال الذهبي: قد روى عنه البخاري ويوبِّخُونه على ذلك. "الميزان" (١/ ١٩٩).
قلت: لكنّ ابن حجر رفع اللائمة عنه بقوله: كأن البخاري أخذ عنه من كتابه قبل ذهاب بصره. "الهدي" (١/ ٣٨٩).
يعني: أن البخاري انتقى من حديثه ما رواه من كتابه قبل ذهاب بصره مما يدل على أنه لم يضعفه بالكلية.
فيتضح من هذا أن ما رواه من أصل كتابه فهو صحيح وهو ما يدل عليه كلام أبي حاتم ورواية البخاري عنه في الصحيح مخرجة على ذلك.
وهذا الحديث أخطأ فيه إسحاق لما رواه من حفظه فجعله عن سمي.
ولما رجع إلى كتابه وجده عن سهيل فتراجع عن ذلك كما نقل البيهقي ذلك.
وأفاد الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص ١٢٩)، (ح ٣٧٠)، ط .. البحيري عقب روايته بقوله: كان الفروي يحدث بهذا عن سمي ثم رجع عنه وكتبناه من كتابه الأصل عن سهيل.
ونقل الدارقطني في "العلل" (٨/ ٢٠٦) كلام الفروي واستدل به على صحة حديثه الذي رواه من كتابه وأن من رواه عنه من طريق سمى فقد أخطأ.
(١) في "سننه الكبرى" (٦/ ٢٧).
(٢) "معرفة علوم الحديث" (ص ١٤٢).
(٣) فالحديث فيه انقطاع، لكنه صح من طرق أخرى عن أبي صالح كما سبق.
وبين هذا الانقطاع أيضًا أبو عمرو الداني فقال: "هو مرسل في موضعين ثم ذكر عدم سماع معمر من محمد بن واسع وعدم سماع محمد بن واسع من أبي صالح".
(٤) نقل تصحيحه أيضًا ابن حجر في "التلخيص الحبير" (٣/ ٦٥).
وصححه أيضًا ابن الملقن وقال على رواية أبي داود: إسنادها على شرط الصحيح. "البدر المنير" (٦/ ٥٥٦).
وصححه الذهبي والبوصيري في الزوائد والألباني في "الإرواء" (٥/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>